للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

الحرب النووية تعني مجاعة وموت المليارات

  • دكتور رضا محمد طه

    أستاذ المكيروبيولوجي المساعد - كلية العلوم جامعة الفيوم

  • ما تقييمك؟

    • ( 5 / 5 )

  • الوقت

    11:14 ص

  • تاريخ النشر

    21 أغسطس 2022

الكلمات المفتاحية :

حتى الصراع النووي بين الدول النووية الجديدة من شأنه أن يدمر إنتاج المحاصيل ويؤدي إلى انتشار المجاعة، وسيموت أكثر من 5 مليارات شخص من الجوع في حال اندلاع حرب نووية واسعة النطاق بين الولايات المتحدة وروسيا، وفقًا لدراسة عالمية بقيادة علماء المناخ في جامعة "روتجرز. ومعروف أن الأشعة النووية هي خطر خفي لا يُرى وليس له طعم أو رائحة، لكنه قد يكون قاتلاً، فهي تدخل إلى الجسم عبر التنفس أو البشرة، وقد تصيب الإنسان بسرطان الغدة الدرقية والأورام وسرطان الدم وأمراض العيون والاضطرابات النفسية وغيرها من الأمراض الخطيرة. وإذا تعرض الجسم إلى كميات كبيرة من هذه الأشعة وناله جرعة كبيرة جدا منها، فقد يموت خلال ساعات أو أيام قليلة. وبعد الهجمات على محطات الطاقة النووية في أوكرانيا، يخشى كثيرون من ارتفاع مستويات الإشعاع.

وفي حالة وقوع حادث نووي نتيجة تدمير أو أضرار في محطة نووية، يعتبر اليود المشع أحد المواد الأولى التي تنتشر بعد الحادث. ويمكن أن يسبب هذا اليود المشع أضراراً في أنسجة الغدة الدرقية ويدمرها، كما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. يدخل النشاط الإشعاعي إلى الجسم عن طريق الاستنشاق أو يُمتص عبر الجلد. ويمكن له أن يسبب سرطان الغدة الدرقية والأورام وسرطان الدم الحاد وأمراض العيون والاضطرابات العقلية وحتى أضرار يمكن أن تلحق بالحمض النووي دي إن إيه ليؤثر ذلك على الجينات الوراثية. وإذا تعرض الجسم لجرعة كبيرة من الإشعاع خلال فترة زمنية قصيرة جداً، فقد يؤدي ذلك إلى الوفاة في غضون ساعات أو أيام قليلة.

في دراسة حديثة نشرت يوم 15أغسطس 2022 في مجلة نيتشر فوود Nature Food قال آلان روبوك، الأستاذ المتميز لعلوم المناخ في قسم العلوم البيئية بجامعة روتجرز، والمؤلف المشارك للدراسة لمحرر موقع ساينس دايلي: "تخبرنا البيانات شيئًا واحدًا: يجب أن نمنع حدوث حرب نووية على الإطلاق".  وبناءً على الأبحاث السابقة، عمل فريق البحث في تلك الدراسة على حساب مقدار السخام الناتج عن القنابل ما سيؤدي إلى حجب أشعة الشمس التي تدخل الغلاف الجوي وهذا ما سيؤدي لإتلاف المحاصيل. وحسب الباحثون فإنّ انتشار السخام سيأتي من ستة سيناريوهات حرب - خمس حروب: هندية وباكستانية صغيرة وحرب كبيرة بين الولايات المتحدة وروسيا - بناءً على حجم الترسانة النووية لكل بلد. وقد تم إدخال هذه البيانات في نموذج نظام الأرض المجتمعي، وهو أداة للتنبؤ بالمناخ يدعمها المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي (NCAR). وقد أتاح النموذج تقدير إنتاجية المحاصيل الرئيسية (الذرة والأرز والقمح الربيعي وفول الصويا) على أساس كل بلد على حدة. كما درس الباحثون التغيرات المتوقعة في مراعي الماشية وفي مصايد الأسماك البحرية العالمية.

وحتى في ظل أصغر سيناريو نووي، أي حرب محلية بين الهند وباكستان، سينخفض متوسط ​​إنتاج السعرات الحرارية العالمي بنسبة 7 في المائة في غضون خمس سنوات من الصراع. وفي أكبر سيناريو حرب تم اختباره - نزاع نووي شامل بين الولايات المتحدة وروسيا – سينخفض متوسط ​​إنتاج السعرات الحرارية العالمي بنحو 90 في المائة بعد ثلاث إلى أربع سنوات من القتال.

سيكون انخفاض المحاصيل هو الأكثر حدة في دول خط العرض المتوسط ​​المرتفع، بما في ذلك البلدان المصدرة الرئيسية مثل روسيا والولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى فرض قيود على الصادرات ويسبب اضطرابات شديدة في البلدان التي تعتمد على الاستيراد في إفريقيا والشرق الأوسط. وخلص الباحثون إلى أن هذه التغييرات ستؤدي إلى اضطراب كارثي في ​​أسواق الغذاء العالمية. وحتى حدوث انخفاض عالمي بنسبة 7 في المائة في غلة المحاصيل قد يتجاوز أكبر شذوذ يُسجل على الإطلاق منذ بداية سجلات المراقبة لمنظمة الأغذية والزراعة في عام 1961. وفي ظل أكبر سيناريو للحرب، فإن أكثر من 75 في المائة من الكوكب سيتضور جوعاً في غضون عامين.

كما نظر الباحثون أيضاً في ما إذا كان استخدام المحاصيل التي يتم تغذيتها للماشية كغذاء بشري أو تقليل هدر الطعام يمكن أن يعوض خسائر السعرات الحرارية في أعقاب الحرب مباشرة، لكن المدّخرات كانت ضئيلة في ظل سيناريوهات الحقن الكبيرة. ونتيجة الحرب النووية، سيتم تدمير طبقة الأوزون بسبب تسخين طبقة الستراتوسفير، مما ينتج عنه المزيد من الأشعة فوق البنفسجية على السطح، وبالتالي فنحن بحاجة إلى فهم هذا التأثير على الإمدادات الغذائية. وأضاف الباحثون أنه طالما الأسلحة النووية موجودة، فهذا يعني أنه يمكن استخدامها، ولذا فقد اقترب العالم من حرب نووية عدة مرات. 

ويعد حظر الأسلحة النووية هو الحل الوحيد على المدى الطويل. ولقد صادقت 66 دولة على معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية التي مضى عليها خمس سنوات، ولكن للأسف لم تصدق أي دولة من الدول النووية التسع. ويوضح عملنا أن الوقت قد حان تلك الدول التسع تستمع إلى العلم وبقية العالم وتوقع هذه المعاهدة.

 

المرجع

Xia, L., Robock, A., Scherrer, K. et al. Global food insecurity and famine from reduced crop, marine fishery and livestock production due to climate disruption from nuclear war soot injection. Nat Food, 2022 DOI: 10.1038/s43016-022-00573-0

 

 

للتواصل مع الكاتب: redataha962@gmail.com​

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلفين وليست، بالضرورة، آراء منظمة المجتمع العلمي العربي


يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

     

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

0 التعليقات

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */