للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

الاختلالات العصبية المتعلقة بكوفيد 19

  • دكتور رضا محمد طه

    أستاذ الفيروسات والميكروبيولوجيا المساعد – كلية العلوم جامعة الفيوم

  • ما تقييمك؟

    • ( 5 / 5 )

  • الوقت

    11:50 ص

  • تاريخ النشر

    24 نوفمبر 2021

مع الوقت وتقدم الوباء، تشير الأدلة إلى أن العديد من الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد-19 لا يزالون يعانون من مجموعة متنوعة من الأعراض. أصبح هذا معروفًا باسم كوفيد طويل الأمد. هناك قلق متزايد بشأن تأثير كوفيد-19 على أجزاء كثيرة من جسم الشخص إلى جانب الجهاز التنفسي. وبيّن الباحثون أن أعراض كوفيد-19 يمكن أن تستمر بعد الشفاء وتؤدي إلى مشاكل عصبية. وقد أظهرت النتائج وجود علامات ربط بين الإصابة كوفيد-19 وعلامات الإصابة بمرض الزهايمر. حيث تمهد تلك النتائج لدراسات طولية أكبر لاستكشاف الآثار العصبية لـ كوفيد-19 بمزيد من التفصيل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الكثير من مرضى كوفيد-19 طويل الأمد والذي يسببه فيروس كورونا المستجد SARS-CoV-2 يحدث لهم إعاقات عصبية خطيرة، حيث أثبت أنها تتسبب في أعراض، منها فقدان حاسة الشم والتذوق، وخلل إدراكي وكذلك مشاكل في الذاكرة بما يعرف بالضباب الدماغي، فضلاً عن التعب وضيق التنفس، ذلك ما خلصت إليه مراكز السيطرة على الأمراض ووقايتها CDC وهي كما جاء في التقرير أنها مشاكل صحية طارئة على المرضى بعد مضي حوالي أربعة أيام أو أكثر من الإصابة، أو حدثت في بدايتها.

يمكن أن تشمل أعراض COVID طويلة الأمد "التعب الشديد، وضيق التنفس، والسعال، وألم الصدر، والخفقان، والصداع، وآلام المفاصل، والألم العضلي والضعف، والأرق، والإسهال، والطفح الجلدي أو تساقط الشعر، وضعف التوازن والمشي، والمشاكل العصبية الإدراكية، بما في ذلك مشاكل الذاكرة والتركيز، وتدهور نوعية الحياة ".

غالباً ما يصاب كبار السن فوق 60 عاماً بمتلازمة "شبيهة الخرفdementia-like " وهي عبارة عن ضعف شديد في الذاكرة، مع أحد مكونات الخلل الوظيفي التنفيذي وضعف اللغة بما يشبه أعراض مرض الزهايمر، وهو ما كشفت عنه دراسات منها ما نشر في أكتوبر 2021 بمجلة Brain عن وجود علاقة بين الخطر الجيني للخرف وخطر الإصابة الشديدة بكوفيد-19، هذا إضافة لما كشفت عنه ورقة بحثية قُدمت في المؤتمر الدولي لجمعية الزهايمر AAIC في 2021  وخلصت إلي أن مرضى كوفيد-19 الذين دخلوا المستشفى بأعراض عصبية قيست لديهم علامات سيروم حيوية لإصابة الخلايا العصبية وإلتهاب الأعصاب ومرض الزهايمر بسبب الزيادة في الإستجابة المؤيدة للإلتهابات على المستوى الخلوي للخلايا الدبقية الصغيرة إحدى الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ والحبل الشوكي.

مع تقدم جائحة كوفيد-19 وإستمرارها يوجد حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص ممن ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، والذين لم يتم إدخالهم المستشفى لتلقي العلاج أولئك لا يتعافون تماماً لمدة ثلاثة أشهر، ويعاني الكثير منهم بما يوصف ب "كوفيد-19 العصبي Neuro-COVID أو كوفيد العصبي طويل الأمد أي إستمرار الأعراض التي بدأت في وقت الإصابة الحادة، وعادة ما يشكو المصابون به من ضباب الدماغ أي عدم القدرة على التفكير بوضوح كالمعتاد، إلا أن التداخل الذي يحدث مع التشخيصات والأعراض النفسية وكذلك الإرهاق بعد الإصابة قد أدي إلي صعوبة حصول الأشخاص المصابون بكوفيد-19  طويل الأمد على تقييم لحالاتهم بصورة موثقة.

وكانت دراسة لباحثين من المملكة المتحدة سُميت Great British Wellbeing Survey نُشرت في 16 يوليو 2021 في نيتشر كوميونيكشن Nature Communications قد ركزت على كيفية تأثير كوفيد-19 على وظائف الدماغ. حيث خلصت الداراسة إلي أنه حتى الأشخاص الذين لم يذكروا الأعراض التي لديهم وهي وتتمثل في عجز معرفي كبير مقارنة بالمجموعات الضابطة "الكنترول"، أخذا في الإعتبار التحكم في العمر والجنس ومستوى التعليم والدخل والمجموعة العرقية وكذلك الإضطرابات الطبية الموجودة مسبقاً والتعب والإكتئاب والقلق.

كشف الفحص المسحي عن أن العجز الإدراكي كان واضحاً لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض تنفسية شديدة، ولكن لا يزال يحدث عند أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض تنفسية خلال المرحلة الحادة من المرض. وبعد أن إستخدم فريق البحث التحليل الآلي الدقيق لصور مسح الدماغ كشفت النتائج أنه بمقارنة بالمجموعة الضابطة فإن المشاركون من مرضى كوفيد-19 قد أظهروا فقدان أكبر للمادة الرمادية في القشرة الأمامية المدارية الجانبية، وزيادة في علامات تلف الأنسجة بمناطق مختلفة من الدماغ، بما في ذلك مركز الشم في الدماغ (النواة والحديبة الشمية)، وأظهر المرضى كذلك المزيد من ضمور الدماغ، فضلاً عن إنخفاض إدراكي في العديد من إختبارات الوظائف المعرفية.

ترتبط شدة الضعف المعرفي بالفقدان المستمر لحاسة الشم، وخاصة للأشخاص الذين لم يعد لديهم فيروس كورونا المستجد نشطاً، حيث ثبت تواجد الفيروس داخل خلايا الطلائية الشمية olfactory epithelium لمدة تصل إلى 6 أشهر بعد الإصابة الحادة الأولية، بما يشير إلى إحتمال قدرة الفيروس على الغزو والإستمرار في مناطق مختلفة من الدماغ وجذع المخ وهو الجزء الذي يربط المخ-"الجزء الأكبر" من الدماغ بالحبل الشوكي، وهذه الإقتراحات تحتاج إلى دراسات أخرى للتأكد. 

 

المراجع

 

 

البريد الإلكتروني: redataha962@gmail.com​

 


الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلفين وليست، بالضرورة، آراء منظمة المجتمع العلمي العربي.


يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

     

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

0 التعليقات

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */