دعوة للمشاركة في العدد (23) من مجلة المقياس
الكاتب : يوسف الغلاييني
الكاتب : الحسين بشوظ
منظمة المجتمع العلمي العربي
12:12 مساءً
30, مارس 2017
بسم الله نفتتح سلسلة "الفلسفة؛ تاريخُها ومباحِثُها"، وهي سلسلةٌ تسعى مِن ورائِها منظمة المجتمع العلمي العربي إلى تحقيقِ مجموعة من الأهداف من بينِها؛ إقامة نوعٍ من التوازن والتكامُل بين العلوم التجريبية والعلوم الإنسانية مع التعريف بهذه الأخيرة، بما يضمنُ توسيع محيط الحقول والشُعب والتخصصات والمَباحِث العلمية التي تستهدف منظمة المجتمع العلمي العربي التعريفَ بها وتقريبَها إلى القارئ العربي والناطق بالعربيةوقد جاء اختيارُ موضوع الفلسفة بالضبط لاعتباريْن اثنيْن أولُهُما؛ اقتحام هذا المبحث العظيم الذي يُعدُّ أمَّ العلوم، والتعريفَ به وتيسير الاستفادة منه. وثانِيهِما؛ إزالة الحُجُب والموانع والعوائِقِ التي تكلّستْ حول مَبْحثِ الفلسفة وموضوعاتِها وغاياتِها، ودَحْضِ كثيرٍ من الخرافات والضلالات والبُهتان والمزاعِم الخاطئة التي رُميتْ بها الفلسفة ظُلما وجَوْراً، وترسّختْ في وَعْي كثيرٍ من الناس، وتقديمِ هذا المبحث العِلمي والمعرفيّ الجليل والعظيم إلى قُرَّاءِ المنظمة سواءً منهم المتخصصين أو غير المتخصِّصين بأسلوبٍ علميٍّ، منهجيٍّ مُبسطٍ، واضحٍ ومفهوم.
وسنحاول بعون الله تعالى وتوفيقِه المرورَ على كل ما هو مفيدٍ ومساعدٍ على استيعاب وفهم الفلسفة ومحطاتِها التاريخية ومباحِثها وأعلامِها، وسنعتمد في هذه السلسلة منهجيةً تاريخيةً تراعي التسلسل الزمني، كما سنعتمد منهجية الأنساق في توزيع مباحث الفلسفة وإبراز ترابطاتها وتفرعاتِها المختلفة بشكل نسقيٍّ مُنظم، انتهاءً بحول الله تعالى إلى تمكين القارئ المتابِعِ لهذه السلسلة مِن الإلمام الشافي والوافي بالفلسفة وتاريخِها ورُوَّادِها ومباحِها وموضوعاتِها ومبادئها العامة.
{وما توْفيقي إلاَّ بالله}.
المنهجية المعتمدة في هذه السلسلة.
سنتَّبِعُ في هذه السلسلة بحول الله تعالى منهجيةً بسيطة جدا، تتمثل في استقراءٍ تسلسليٍّ لتاريخ الفلسفة وتطوُّرِ مباحِثِها ومفاهيمِها الإجرائية وأهَمِّ روادِها، والأثر التجديدي الذي أدخلوه في الفلسفة.
وسنتطرق إلى العصور الفلسفية المعروفة والمشهورة وهي:
أما فيما يخص التعريف بأعلام الفلسفة؛ فسنعتمد طريقة منهجية وعَمَلية حيث سنقوم بالتعريف فقط بالفلاسفة الذين سنتناولُهم في كلِّ مقال على حدىً. حتى يظلَّ تركيزُ القارئ مرتبطا بالموضوع وفلاسفتِه. كما سنقترح من حين لأخر بعض المراجع الـمُعينة والـمُيَسَّرة في فهم مَباحث الفلسفة. وسنختتم كلَّ مقالٍ بقولة فلسفية مُختارة لأحد الفلاسفة الذين سنتطرق إليهم على مدى السلسلة.
الفلسفةُ مفهوماً: لا شك أن كثيرا منكم حاولَ البحث عن تعريفٍ لمفهوم الفلسفة، ولا شك أيضا أن كثيراً منكم تاهَ وسط التعريفات الكثيرة والمتنوعة والفلسفية لهذا المفهوم. إن كلَّ ما تم تداولُه من تعاريف حول مفهوم الفلسفة ماهي إلا تعاريفُ تقريبية، بعضها مأخوذ من الترجمة العربية للفظة (philosophie)، وبعضها مُستنتَجٌ من المواضيع التي تعالجُها الفلسفة. والتعريف الأكثر شيوعاً وذُيُوعا؛ هو ذاك القائل: "إن الفلسفةَ هي حُبُّ الحكمة"، والفيلسوف؛ هو "المُحِبُّ للحكمة أو الباحثُ عنها". ويتفادى بعض الفلاسفة وصف أنفسِهم بالحكماءِ كونَ الله هو الحكيم، وأنَّ مُنتهى جُهدِهم وهِمَّتِهم أنْ يسعَوْا في طلب الحكمة، وبالتالي فهم في بحث دائمٍ ومُستمر عنها، وإنَّ امتلاكَ (الحكمة) هو نهاية هذا البحث، وهذا لا يتأتى في هذا العالم اللاَّ مثالي. عكس بعض الحُكماء أو الخُطباء (على وجه التحديد) الذين ادعواْ امتلاكَ الحكمة؛ وهم الطائفة المشهورة باسم "السوفسطائيون". أي (مُلاكُ الحِكمة / أربابُ الحِكمة / الحُكماء/ مُعَلِّمُواْ الحِكمة..)، لذلك جاء التعريف مُؤكِّداً على حُب الحِكمة والسَّعي وراءَها؛ وليس امتلاكَها.
الفلسفة أم العلوم، إنها مرحلة القَطْع مع التفسير الخرافي والأسطوري والعجائبي للظواهر الطبيعية، إنها بداية التفكير العقلي والتفسير المنطقي للأحداث والوقائع والكون والوجود. أتتْ الفلسفة كمرحلة من النُّضج العقلي للإنسان، وحَلَّتْ مَحَلَّ الخوف الذي كان المصدر الأول والأساسي للتفسير والخرافة التي فسّرتْ كثيرا من الظواهر الطبيعية تفسيراتٍ خُرافيةٍ كَرَّسَتْ الخوْف، وأنتجتْ معه حالةً من الحذر والعبودية والقسوة والشر. عندها؛ كان لزاما على هذا العقل البشري أن يتحرك إزاء هذا الوضع، فكانت الفلسفة الدواءَ والترياقَ الذي انتصر به العقل على الخوف، وفتحتِ الفلسفة الباب واسِعا أمامَهُ مُمَهدةً له الطريقَ نحو الحِكمة؛ أي المعرفة العلمية. (التفسير العقلي المنطقي للظواهر المختلفة).
لقد تطور مفهوم الفلسفة كثيرا وصار يُقصد به كل الأسئلة والأفكار والاستنتاجات والتفسيرات العقلية التي تناقش الموجودات وتهدف إلى الوصول إلى أسباب وعلل وجودِها. والفلسفة حسب أرسطو هي: "العلم النظري بالمبادئ والأسباب الأولى للوجود والموجودات، والفلسفة أُمُّ العلوم التي تتفرَّعُ منها كلُّ العلوم الأخرى. والفلسفة أيضا هي: "عِلم الموجودات بِما هو موجود" بمعنى؛ العِلم الذي به نَتوصَّل إلى معرفة الأسباب والعِلل الأولى للموجودات.
ويعرّف ابن رشد الفلسفة تعريفا سهلا وجميلا فيقول فيما معناه: "إن الفلسفة هي النَّظَرُ في الموجودات وفهْمِ خصائصِها ومعرفة أحوالِها للدلالة على صانِعِها (خالِقِها / واجِدِها). لأن معرفة الصَّنعة هي الطريق لمعرفةِ الصانع". اختلف المؤرخون في تحديد الـمُبدع والـمُبتَكر الأول للفظة "فلسفة"، فبعضُ المؤرخين يقولون إنه "فيثاغورس"، وبعضُهُم الآخر يقول إنه "سُقراط". أما الثابت؛ فهو استعمالُها من طرف "أفلاطون" للتمييز بين الفلاسفة والسوفسطائيِّين الذين كانوا يُعلِّمون الخَطَابة وفنونَ الحجاج والجِدال لأبناء النبلاء مُقابلَ أجرٍ ماديٍّ معلوم. ومِن أشهرِ هؤلاء نجد "بروتاغوراس"؛ وهو زعيم الفِكر السوفسطائي. إضافة إلى جورجياس وبروديسكوس.
تعريفات الفلسفة
مَقاصد الفلسفة: تسعى الفلسفة إلى البحث عن الطريقة المثلى والصحيحة والمتوازنة للعيش، عن طريق إدراك حقيقة الموجودات، من خلال علوم المنطق وعلوم الطبيعيات وعلوم الميتافيزيقا (الإلهيات)، وانشاء مجتمع إنساني فاضل يقوم على المساواة والحرية والعدل والحق.
في القرآن الكريم آياتٌ كثيرة تدعوا إلى إعمال العقل في الكون والتَّفَكر في عظمة الخَلْق والخالق؛ يقول عز وجل {يُؤتي الحكمةَ من يشاء، ومَن يؤتَ الحكمةَ فقد أُوتِيَ خيراً كثيراً}،
والدعوة إلى السعي في طلب الحكمة، يقول الله تعالى {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخَلْق}، وإقامة مجتمع العلم والعدل والحق والحرية.
بعض الأسئلة البسيطة التي تطرحُها الفلسفة
أهمية الفلسفة
التعريف بالأعلام الواردة في المقال.
بعض المراجع المُيَسَّرة والمُعينة على فهم الفلسفة
بريد الكاتب الالكتروني: bachoud.houssaine@gmail.com
الكلمات المفتاحية
احسن ما قريت في حياتي شكرا لك بزاااف صراحة عجبتني الفكرة