للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

التعليم في مرحلة ما بعد الصراع في مناطق النزاعات

"أفشوا السلام بينكم"

  • د. موزة بنت محمد الربان

    رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي

  • ما تقييمك؟

    • ( 4 / 5 )

  • الوقت

    10:00 ص

  • تاريخ النشر

    19 سبتمبر 2016

إنّ تـَحَقُّقَ السِّلم الاجتماعي، عاملٌ أساسيٌّ لتوفير الأمن والاستقرار في المجتمع. وإذا ما فُقدتْ حالة السِّلم الاجتماعي أو ضَعُفَتْ، فإن النتيجة الطبيعية لذلك هي تدهور الأمن وزعزعة الاستقرار وإشاعة الفوضى. إن تحقيق السِّلْمِ الاجتماعي هو الطريق الأوحد لتحقيق تنمية مُستدامة، مُوصلةٍ إلى التقدم والرقي والازدهار، عن طريق تغليب المصالح المشتركة، وإشاعة ثقافة السلام والتعايش وقبول الآخر وتقبل الاختلاف، وتعاضد الجهود وتضافر المواهب والقدرات لخدمة المجتمع والنهوض بالوطن.

يلعب التعليم في الدول التي عانت من الحروب والصراعات دورا جوهرياً في تحقيق درجة عالية من التعافي الاجتماعي. ولكن على النقيض من ذلك، يمكن للسياسات التعليمية توليد المزيد من الانشقاقات والتصدعات في النسيج الاجتماعي أيضاً، فهو كالسلاح ذو الحديْن، وذلك لأنه مرتبط بتشكيل الهوية والثقافة والتعامل مع الإنسان فكرياً ونفسياً. لذا يجب توخي الحذر، والإعداد الجيد والمتكامل والمتين والرشيد لهذه العملية.

إن تصرفاتِنا ناتجة عن فكرنا وطريقة فهمِنا وأسلوب استجابتِنا للمواقف التي تواجهنا في هذه الحياة. وصياغة الفكر عملية معقدة جداً، تؤثر فيها عوامل كثيرة ومتداخلة منها على سبيل المثال لا الحصر، الإرث الثقافي والحضاري، الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السائدة في المجتمع، الحياة الأسرية، المؤثرات الخارجية خاصة وسائل الإعلام سواءً أكانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية. ويظل للمؤسسات التعليمية الدور الأبرز والأهم في التأثير والتأثر. إن إصدار قرارٍ بمنع الضرب في المدارس، أو إضافة مقرر يتحدث عن السلام، أو عن مساوئ العنف، لن يكون كافياً لإصلاح المنظومة التعليمية وتوجيهها نحو تكريس ثقافة السلام، فالأمر أكثرُ تعقيداً من ذلك. وكما هو معلوم، فإن تأهيل الطلاب علمياً، ليس هو المُخرَجَ الوحيد للعملية التعليمية، بل إن تشكيل السلوك والأخلاق العامة، من أهم المخرجات التي لا يتم الانتباه إليها في كثير من الأحيان، للأسف الشديد.

السِّلم الاجتماعيiv، مفهوم عميق، إنه ببساطة، العيش بسلام ومحبة واحترام وقبول للآخر، وأن تحب للناس ما تحب لنفسك، وعدم الإحساس بالظلم أو الإقصاء أو التهميش، والانتماء إلى لُحمة المجتمع بشكل يصبح فيه من الصعب القيام بسلوكيات تؤدي بشكل مباشر إلى هدم النسيج الاجتماعي أو إحداث تشوهات متعمدة فيه. هو القناعة بأن أفراد ومكونات المجتمع تركبُ سفينة واحدة غرقها يعني غرق الجميع. و يرتبط السِّلم الاجتماعي بصفة أساسية بالسياسات والاتجاهات التي تتخذها الحكومات، لذا فإن إجراء إصلاحات تعليمية بغرض تحقيق السلام والتوافق الاجتماعييْن، هي إجراءات سياسية بالدرجة الأولى. فلا معنى لتعليم الطلاب العدالة والحرية ونبذ الظلم وتحكيم الحق، واحترام القانون، وهم يعيشون في ظل حكومة تقوم على المحاصصة على أساس المذهب أو الطائفة أو العشيرة أو القبيلة أو...، إن ذلك يؤدي إلى الانفصام عن الواقع وفقد الثقة في الأنظمة السياسية، والانجراف نحو العنف، أو العيش في ظل القهر والفقر والضياع وفقدان الأمل،  لذا فمن الخطورة بمكان أن تجرى إصلاحات التعليم على المستوى السياسي البحت، أو أن تعبر عن اتجاهات سياسية معينة لحزب أو طرف سياسي دون آخر، ودون أن يكون هناك نوع من التكامل مع باقي الإصلاحات و السياسات الأخرى.

  • من هنا نرى أنه يجب وضع السياسة والمناهج التعليمية ضمن خطة شاملة لإصلاح كل النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
  • لغة التعليم، مما لا شك فيه أن استخدام لغة وطنية موحدة في التعليم، يساعد على الشعور بالانتماء إلى هوية وثقافة مشتركة، ولكن من جانب آخر، فإن إهمال اللغات المحلية تماماً، (إن وجدتْ)، خاصة في المراحل الأولى من التعليم، يساعد على الإحساس بالتهميش. لذا فإن التوازن مطلوب.
  • المعلم، هو أهم عنصرٍ من عناصر العملية التعليمية والتربوية، ومقومٌ أساسيّ من مقومات نجاحها، حيث يؤدي دوراً مهماً ووظيفة أساسية في إيجاد المناخ المدرسي الملائم. تؤثر شخصية المعلم وثقافتُه وخبرته وأساليب تعامله ونوع علاقاته مع طلابه بدرجة كبيرة على سلوكيات الطلاب وأخلاقهم وتصرفاتهم. ومما يجعل المعلم مساهما محوريا وفاعلا أساسيا في تعزيز السِّلم الاجتماعي والتعايش، هو مدى تمسكه بأخلاقيات مهنته والنهوض بأعباء مسؤولياتِه الجسيمة.

 

من هنا، يجب التركيز على إعداد المدرسين والحرص على اختيارهم واستيعابهم وتنفيذهم للعملية التعليمية التعلُّمية على أكمل وجه.

  • يجب تطوير العملية التعليمية والمناهج كمَّا وكيفاً:
    - نوعية التعليم، الجودة والإتقان: يجب أن يخلق التعليم لدى الطالب مستوى عالٍ من القدرة التنافسية على المستويين المحلي والعالمي. ويجب أن يرتبط بسوق العمل والنمو الاقتصادي للدولة، كي يوفر فرص عمل للطلاب بعد التخرج، ويمكّنهم من القدرة على التعلم الذاتي المستمر من أجل التطور الوظيفي، وبناء الوطن.  فإن الكثير من الصراعات ترتبط بشكل أو بآخر بالوضع الاقتصادي والفقر والبطالة وعدم وجود الفرص.
    - كيفية التعليم: يجب أن يكون التعليم أسلوب حياة، ومهارات للتفكير وبناء للقيم، أي أن التعليم ليس مناهجاً و كتباً، ولكنه ممارسة وخبرة. إنها الطريقة التي يتم بها التعلم، وهي أهم بكثير من محتوى المنهج والتعلم ذاته.

 

  1. القيم من أجل السلام الإنساني، قد يختلف الناس في الدين والعِرق واللون واللغة والبلد، ولكنهم يشتركون في القيم الإنسانية العامة، وهي تمثّل حلقة الوصل بينهم، وتلك (القيم) هي المفاهيم المحورية التي ينبغي قيام المناهج المدرسية عليها، لتفعيلها في سلوك الطلبة اليومي، لتُسهِمَ في ترميم العلاقات المفكّكة، وبناء علاقات قائمة على قيم نبيلة. لكلٍّ حقّه وحظه في أن يكون نصرانياً أو مسلماً، عربياً أو أعجمياً، ولكن من غير المسموح به أن يكون “لا إنسانياً” في تعامله مع الآخرين، تلك هي رسالة القيم التي نريد أن تتربى عليها الأجيال، وتراثنا و دينُنا يزخر بالمئات من القيم النبيلة، التي تنتظر من يُعرّف الناس بها ويتمثلُها إيمانا وسلوكاً.
  2. يجب أن يكون المدرس والأستاذ الجامعي قدوة حسنة لطلابه، وأن لا يُسمح في المدارس والمؤسسات التعليمية بالمحسوبية والزبونية والعنصرية والتفاضل على أسس غير موضوعية، أو النزوع إلى استخدام العنف اللفظي أو الجسدي لإنهاء المشاكل، و كراهية النقاش أو الاستماع للآراء المضادة، وتحويل اختلاف الرأي إلى خلاف شخصي، والمنافسة الأنانية القائمة على تضييق فرص الآخرين بدلاً من التعاون معهم. كل هذه الأخلاقيات يجب أن يتدرب عليها الطلاب عملياً في كل الممارسات وليس فقط نصوصاً ومطبوعات تحفظ لتجاوز الاختبار، ثم يتم رميُها فيما بعد والعمل بعكسها.
  3. يجب فتح باب الحوار في المدارس، وتكريس الطاولة المستديرة بين الطلبة، وبين الطلبة والمدرسين، وتشجيع التعلم التطبيقي والتجريبي، للتشجيع على حرية التفكير والنقد، والتفكير الإبداعي والعمل الجماعي.

 

هذه كانت بعض الجوانب من رؤيتنا بشكل عام، ولكن يجب ألا نغفل الخصوصية، فلكل صراع أو نزاع أسبابه وظروف خاصة به، وعليه، فإنه يجب مراعاتها عند رسم التخطيط للعملية التعليمية للمنطقة.  ولأننا نعيش في منطقة تعيش مؤخراً الكثير من النزاعات والصراعات المذهبية والطائفية، فإنني أرى تخصيص ما يتعلق بها. الحروب الحالية الحاصلة في بلادنا، (وهي دول لها إرث حضاري عربي إسلامي)، سببها الأساسي تغذية جهات أجنبية لتلك النعرات مع وجود هشاشة في النسيج الاجتماعي، ناتجة عن الجهل والفقر والظلم والانحراف عن القيم الاسلامية. ونتيجتها جروح عميقة في النفوس إن لم تعالج فستمثل قنابل موقوتة لتدمير الدول تمتد إلى أزمنة طويلة.

  • لذا يجب معالجة النفوس، وتقوية الانتماء للأمة والوطن، أي التركيز على الهوية الثقافية للأمة. إن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، لذا يجب التركيز على ذلك الكثير. وكتابة وتعليم الطلاب التاريخ المشرق لتلك الحضارة والمشترك بين جميع مكوناتها من مختلف الأديان والأعراق.
  • هناك صور من الظلم وقع على بعض الفئات في مجتمعاتنا، استغله البعض لإيقاد نار الفتنة، لذا يجب إصلاح ذلك والتعجيل في معالجته، ومنع أسبابه وذلك من خلال التربية على احترام حقوق الإنسان واحترام الآخر والتعايش معه بأمان وسلام.  
  • كثير من النزاعات الحاصلة بين فئات المجتمع ناتجة عن الجهل بالدين، لذا لا بد من تدريس الدين الإسلامي الصحيح المبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لحماية النشء من الوقوع في الفتن والشبهات، وتقوية  مناعتهم ضد ما يروج له المنتفعون والمتاجرون باسم الدين، واستغلالهم لجهل الناس به.
  • نتيجة للحروب والمآسي المصاحبة والناتجة عنها، حصل شرخ في النفس العربية والمسلمة، وهنا لا بد من إعادة الثقة بالنفس والاعتزاز بالذات، وللمناهج التربوية دور كبير في ذلك.
  • نتيجة للحروب المتواصلة في عدد من الدول العربية انهار الاقتصاد وتهدمت المدن والبنية التحتية، مما يجعل مسؤولية إخراج هذه البلدان من هذه الحالة اللاصحية تقع علينا جميعا نحن أبناء الأمة العربية لنعمل معاً بروح الفريق الواحد من أجل هذه الشعوب التي تعاني وباستمرار.  
  • نتيجة الحروب، هناك حالة ماسة للعمل التطوعي و المسؤولية المجتمعية، فيجب أن تغذي المناهج هذه القيم.

 

يمكننا إجمال أهداف المناهج التعليمية فيما يلي:

  • استعادة الثقة بالنفس والاعتزاز بالذات والتربية على القيم الإنسانية الـمُثلى.
  • نشر المحبة والسلام والتسامح بين فئات المجتمع، وتعزيز ثقافة العمل الجماعي من خلال المشاركة الفعلية.
  • إعداد كوادر عالية المستوى مؤهَّلة في جميع التخصصات العلمية والمعرفية والمهنية.
  • الحرص على الجودة واتقان وتـجويــد العمل.
  • تعزيز الحرية ومبادئ الكرامة الإنسانية والمساواة.
  • تعزيز المسؤولية المجتمعية والتشجيع على العمل التطوعي والخيري.

 
الوسائل:

  • انتقاء وتدريب وإعادة تأهيل المدرسين والـمُربِّـيــن.
  • إعادة صياغة المناهج العلمية والمقرّرات الدراسية، وخاصة التطبيقية منها لإعادة بناء الاقتصاد الوطني والبنية التحتية الأساسية.
  • إعادة صياغة المناهج الإنسانية لتعزيز الثقة بالنفس، والاعتزاز بالذات وإشاعة المحبة واحترام كرامة الإنسان.
  • إنشاء مراكز عالية المستوى للتدريب والتكوين المهني، تتمتع بالجودة وتحرص على تعليم الدقة والجودة والإتقان في العمل.
  • الاهتمام بمناهج التاريخ العربي والإسلامي المشترك.
  • نشر وتطبيق القيم والأخلاق الإنسانية النبيلة من خلال الممارسة في المدارس.

 

- i محاضرة ألقيت في مؤتمر "القمة الإنسانية العالمية" في إسطنبول بتاريخ 23-25 أيار/ مايو 2016.   وكانت ضمن جلسة جانبية بعنوان:" التعليم في مرحلة ما بعد الصراع في مناطق النزاعات".
- ii حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، رواه مسلم.
- iii  رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي
- iv السِّلْمُ الاجتماعي: غياب للمظاهر السلبية مثل العنف، والحروب والإبادة والعنصرية ..، و حضور المظاهر الإيجابية مثل الهدوء، والاستقرار، والأمن والتسامح، والنماء، و... وللسلم الاجتماعي اركان أساسية لا يمكن أن يقوم من دونها وهي: العدالة الاجتماعية – التداول السلمي والديمقراطي للسلطة – الاحتكام الى القانون وإنفاذه دون تمييز أو استثناء – صون حقوق وكرامة المواطن – احترام حرية الاختلاف وحرية التعبير – استقلالية القضاء -استقلالية النظم والمؤسسات وعدم تدخل أي منها في عمل الآخر.

 

البريد الإلكتروني للكاتب: mmr@arsco.org

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

4 التعليقات

  • ماجدة محمد09 سبتمبر, 202108:13 م

    هل يحدث هذا في الغرب

    لماذا نحن فقط من نعاني من ذلك؟ لاننا تحت احتلال وحرب نفسية وحرب حقيقية على الامة العربية والاسلامية، هل سمعتهم عن اطفال تموت في اوروبا او امريكا بسبب الحروب؟ لنا الله

    رد على التعليق

    إرسال الغاء
  • أحمد المر09 سبتمبر, 202111:00 ص

    أين المجتمع الدولي ؟

    أكثر من 75 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين سن 3 و18 عاما في 35 دولة من الدول المتضررة بالأزمة، وكذلك على حاجتهم الماسة للدعم في مجال التعليم ذكرتم جملة من كلمتين "معالجة النفوس" وهي الحل لأزمة الكرة الأرضية فنحن نعيش أحلك وقت للنفوس المريضة التي تحتاج معرفة هذا العالم بشكل افضل تصوروا ان 22 ألفا من الطلاب والمدرسين والأكاديميين قُتلوا أو أصيبوا في هجمات على مؤسسات تعليمية في أثناء نزاعات مسلحة أو بسبب غياب الأمن طوال السنوات الخمس الماضية !!

    رد على التعليق

    إرسال الغاء
  • هيثم صادق09 سبتمبر, 202110:49 ص

    أفشوا السلام بينكم

    أفشوا السلام بينكم ما ابلغ هذا المدخل، في الحقيقة إن الدعم المستمر من العالم للتعليم هو أمر بالغ الأهمية لتحقيق هدف حمايته من أولئك الذين يعيشون في مناطق الصراع وانعدام الأمن والذين يحرمون من الحصول على تعليم آمن وفعال. شكرا لهذه الزاوية الراقية من الحديث استمتعت كثيرا بهذا المقال

    رد على التعليق

    إرسال الغاء
  • Adeebalmaamari16 يونيو, 202002:50 م

    تغيير المناهج

    لابد من تغيير المناهج من العلم النظري الىل التطبيقي والتي أظهرت مناهجنا ضعفها والتي لم تمكن العالم العربي حتى من إبداء أو طرح رأي للحلول مثلا مثل جائحه كورونا العالم العربي ينتظر فقط ماهو العلاج أما أنه هناك ابحاثث اعتقد لا يوجد د

    رد على التعليق

    إرسال الغاء

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */