للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

فطر منقول بالطعام يفاقم مرض كرون

  • دكتور رضا محمد طه

    أستاذ الفيروسات المساعد ورئيس قسم النبات/كلية العلوم/ جامعة الفيوم

  • ما تقييمك؟

    • ( 5 / 5 )

  • الوقت

    10:06 م

  • تاريخ النشر

    25 مارس 2021

الكلمات المفتاحية :

الإفراط في وسوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى تخفيض أعداد أو موت ملايين البكتريا المفيدة في أمعاء الإنسان، ويترتب على ذلك خلل في ميكروبيوم الأمعاء مما قد يسمح لبعض الفطريات مثل الخميرة بالنمو بكثافة والتوغل في بطانة الأمعاء الدقيقة من خلال الجروح الصغيرة التي تحدث جراء المصابين بمرض كرون Crohn,s مما يفاقم من أعراض المرض وكذلك  يبطيء من التئام الجروح وتخفيف مضاعفات المرض.

إذا لم تعالج الجروح الطفيفة التي تحدث في بطانة الأمعاء لدى الشخص المصاب بمرض كرون سوف ينجم عن ذلك أعراض مرضية في صورة تقرحات وآلام في البطن مع نزيف وإسهال، إضافة إلى أعراض أخرى قد تحدث مثل انسداد الأمعاء، أو الناسور أو سرطان القولون.

دراسة نشرت 18 مارس الحالي 2021 في مجلة العلم Science أجراها علماء من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس وكليفلاند كلينيك أوهايو، كشف خلالها فريق البحث عن فطر خميرة شائع يسمى ديباريومايسيس هانسيني Debaryomyces hansenii ينتقل عن طريق بعض الأطعمة مثل الجبن والنقانق (السجق) واللحوم المصنّعة والبيرة والنبيذ والأغذية المُخَمَّرة، ويستعمر الجروح المعوية لمرضى كرون، وبمجرد أن يؤسس نفسه يتكاثر ويزداد في العدد مما يزيد من التهاب الأمعاء ويعوق بذلك التئام الجروح ويؤدي إلى تفاقم شدة المرض.

فطر الخميرة "ديباريومايسيس" هذا غير ضار للأشخاص الأصحاء، لكنه يستغل ضعف بطانة الأمعاء في الأشخاص المصابين بمرض كرون ويتواجد بكثافة في جروح الأنسجة المخاطية بالأمعاء الملتهبة التي تحدث نتيجة للمرض، لذلك يرى الباحثون أن الحفاظ على التوازن الميكروبي الطبيعي في الأمعاء بعدم الإفراط في استخدام المضادات الحيوية وكذلك تغيير وتعديل النظام الغذائي لخفض مستويات هذا النوع من الفطريات بالأمعاء، يساعد في التغلب على الإلتهابات والتقرحات المصاحبة للمرض.


لا يزال السبب في مرض كرون غير مؤكد، إلا أن الوراثة والنظام الغذائي وكذلك الإجهاد والضغوط العصبية فضلاً عن الخلل المناعي والغزو الميكروبي والفيروسي من العوامل المسببة للمرض. هذا إضافة إلى العمر، حيث تتطور الحالة المرضية في مرحلة الشباب قبل بلوغ الثلاثين، كما أن الأصل العرقي له تأثير، فمثلاً البيض لديهم مخاطر أعلى للإصابة، هذا ويعتبر التدخين وتناول أدوية مضادة للإلتهاب قد يزيد من حدة أعراض المرض. الملفت للنظر كذلك أن البيئة ومكان المعيشة لها دور كذلك في زيادة المرض، مثل التلوث والمناطق الحضرية والصناعية التي يزيد فيها التلوث، وأخيراً النظام الغذائي الغني بالدهون والسكر المكرر والمحسنات الصناعية تزيد كذلك من مضاعفات المرض.
 


وجد الباحثون في تلك الدراسة أن العلاج بالمضادات الفطرية مثل أمفوتريسين بي amphotericin B يقلل من أعداد الفطر ويعمل سريعاً على التئام الجروح والتخفيف من وعلاج التقرحات لدى مرضيى كرون. لكن ولأن هذا العلاج يؤخذ عن طريق الحقن فهو غير شائع الاستخدام، لذلك يسعى العلماء في تطويره وإنتاجه في صورة أقراص يسهل تناولها واستخدامها بديلاً عن الحقن.

 

المراجع

 


توصل مع الكاتب: redataha962@gmail.com
 



يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل
أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

    

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

0 التعليقات

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */