للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

دراسة تكشف عن الحياة في شبة الجزيرة العربية قبل 120 ألف عام

  • الكاتب : عبد الحكيم محمود

    صحفي علمي

  • ما تقييمك؟

    • ( 5 / 5 )

  • الوقت

    11:10 م

  • تاريخ النشر

    24 سبتمبر 2020

نشرت الدورية العلمية ساينس ادفانس دراسة علمية قام بها فريق دولي من العلماء من معهدماكس بلانك لعلوم تاريخ البشرية وجامعة رويال هولواي في لندن، المملكة المتحدة، مع فريق من الشركاء الدوليين، حيث قام الباحثون بدراسة مجموعة كبيرة لآثار أقدام بشرية وحيوانية عثر عليها في قاع بحيرة قديمة في شمال شبه الجزيرة العربية والتي يعود تاريخها إلى ما يقرب من 120 ألف عام، وتشمل آثار أقدام البشر والفيلة والخيول، وحيوانات أخرى.

وقد كشفت الدراسة عن دور شبه الجزيرة العربية في فترة تُعرف باسم آخر العصور الجليدية، وهي فترة من الظروف الرطبة نسبيًّا عبر المنطقة ولحظة مهمة في عصور ما قبل التاريخ مما يبرز أهمية شبه الجزيرة العربية لدراسة عصور ما قبل التاريخ البشرية.

كما بينت الدراسة أنه وفي أوقات معينة في الماضي، تحولت الصحاري التي كانت تهيمن على الجزء الداخلي من شبه الجزيرة إلى أراضي عشبية واسعة بها بحيرات وأنهار دائمة للمياه العذبة.

يقول البيان الصادر عن معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ البشرية: تقع شبه الجزيرة العربية بين إفريقيا وأوراسيا، وهي منطقة مهمة لكنها لم تدرس جيدًا لفهم التطور البشري عبر القارات.

وتُظهر الأبحاث الحديثة التي تسلط الضوء على دور شبه الجزيرة العربية في عصور ما قبل التاريخ البشرية أن البشر تفرّقوا مرارًا وتكرارًا في المناطق الداخلية لشبه الجزيرة في الأوقات التي تحولت فيها صحاريها القاسية إلى أراضي عشبية خصبة.

وتمثل نتائج هذه الدراسة العلمية بعد تحليل آثار الأقدام المتحجرة المكتشفة في رواسب بحيرة قديمة في صحراء النفود بالمملكة العربية السعودية، أقدم دليل مؤرخ على حركات بشرية في هذا الجزء من العالم،

بالإضافة إلى ذلك بينت التحليلات أن الحركات وأنماط استخدام الموارد الطبيعية للإنسان والثدييات الكبيرة كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، ربما استجابة للظروف الجافة وتناقص إمدادات المياه.

ووفقا للدراسة فإن شبه الجزيرة العربية كانت ولا زالت تتميز بوجود صحاري كبيرة شديدة الجفاف غير صالحة لحياة الإنسان والحيوانات، لهذا فلم تنال الاهتمام الكافي لفهم ودراسة التأريخ في مرحلة ما قبل التأريخ البشري مثل الاهتمام الذي نالته كل من إفريقيا أو أوراسيا ، والمناطق المجاورة التي تعتبر حيوية لفهم مرحلة ما قبل التاريخ البشري.

لكن الأبحاث الأخيرة على مدى العقد الماضي أظهرت مفاجأة فيما يتعلق بالطبيعة في تلك المناطق الصحراوية والتي تقلبت بشكل كبير على مدى المليون سنة الماضية على حد تعبير البيان الصادر من معهد ماكس بلانك.

وفي هذا الصدد يوضح ريتشارد كلارك ويلسون من جامعة رويال هولواي في لندن، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: "في أوقات معينة في الماضي ، تحولت الصحاري التي كانت تهيمن على الجزء الداخلي من شبه الجزيرة إلى أراضي عشبية واسعة بها بحيرات وأنهار دائمة للمياه العذبة خلال فترات الانتعاش المناخي هذه ، إذا انتشر البشر والحيوانات في المناطق الداخلية ، كما يتضح من السجل الأثري والأحفوري.

وأوضحت الدراسة من جانب آخر أنه تم اكتشاف آثار الأقدام الموصوفة في الدراسة الجديدة خلال مسح حديث لصحراء النفود في المملكة العربية السعودية في رواسب بحيرة قديمة أطلق عليها الفريق اسم "الآثار، حيث تم اكتشاف مئات من آثار أقدام بشرية وحيوانية مغروسة في السطح، بعد أن تم الكشف عنها بعد تآكل الرواسب الموجودة فوقها.

يقول ماثيو ستيوارت من معهد ماكس بلانك، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: تعد آثار الأقدام شكلاً فريدًا من أشكال الأدلة الأحفورية، إذ تمكنا من التعرف على عدد من الحيوانات من آثار الأقدام، بما في ذلك الأفيال والخيول والإبل.

من ناحية أخرى قال مايكل بتراجليا أحد المشاركين في الدراسة: إن وجود الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة وأفراس النهر ، جنبًا إلى جنب مع الأراضي العشبية المفتوحة والموارد المائية الكبيرة ، ربما جعل شمال الجزيرة العربية مكانًا جذابًا بشكل خاص للبشر الذين ينتقلون بين إفريقيا وأوراسيا".

وأضاف مايكل بتراجليا: يشير التركيز الكثيف لآثار الأقدام والأدلة من رواسب البحيرة إلى أن الحيوانات ربما كانت تتجمع حول البحيرة استجابة للظروف الجافة وتناقص إمدادات المياه، وربما كان البشر أيضًا يستخدمون البحيرة للحصول على المياه والمنطقة المحيطة بها للبحث عن الطعام.

وحول عمر آثار الأقدام التي تم الحصول عليها تقول نتائج الدراسة إلى أنها تعود في تاريخها إلى فترة تُعرف باسم آخر العصور الجليدية، وهي فترة من الظروف الرطبة نسبيًا عبر المنطقة ولحظة مهمة في عصور ما قبل التاريخ البشرية، حيث كانت التغيرات البيئية خلال العصر الجليدي الأخير قد سمحت للإنسان والحيوان بالانتشار عبر المناطق الصحراوية، والتي كانت عادة بمثابة حواجز رئيسية أمام التشتت خلال الفترات الأقل رطوبة.

كما تشير السجلات الحفرية والأثرية إلى أن هذه الظروف سهلت أيضًا انتشار البشر من إفريقيا إلى بلاد الشام.


المصادر

  • البيان الصادر من معهد ماكس بلانك

Ancient Human Footprints in Saudi Arabia Provide Snapshot of Arabian Ecology 120,000 Years Ago
> https://www.shh.mpg.de/1863669/ancient-human-footprints-in-saudi-arabia

  • الدراسة المنشورة في مجلة ساينس ادفانس

Human footprints provide snapshot of last interglacial ecology in the Arabian interior
> https://advances.sciencemag.org/content/6/38/eaba8940

 


البريد الإلكتروني للكاتب: abualihakim@gmail.com​

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

0 التعليقات

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */