تُخطط بعض الدول لإصدار ما يُسمى بـ "جواز السفر المناعي" immunity passport كأحد الاستراتيجيات للعودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياً بعد جائحة فيروس كورونا الجديد.

الفكرة مبنيّة على فحص الأجسام المُضادة للفيروس في الجسم، وإيجابية الفحص - برأي مُصْدري هذا الجواز - يعتبر دليلاً كافياً لأن يحصل الشخص على جواز سفر مناعي يسمح له بالتنقل بِحرية بافتراض أنه كوّن مناعةً ضد الإصابة بالفيروس. ولكن، في تقريرها الصادر يوم 24 أبريل، نفت منظمة الصحة العالمية أن يكون هنالك دليلاً علمياً على أنَّ التعافي من الإصابة بهذا الفيروس يَحمي من الإصابة به مرة أخرى (المصدر رقم 1). تستدل منظمة الصحة العالمية بذلك على أنَّ الاستجابة المناعية المُكتسبة للجسم تكون بواحدة على الأقل من أساليبها وهي:

1. إفراز الخلايا البائية B cells للأجسام المُضادة IgM و IgG التي ترتبط بشكل تخصّصي بالفيروس وتُخلّص الجسم منه.
2. تكوين المناعة الخلوية المُتمثلة بالخلايا التائية T cells التي تقوم بمهاجمة الفيروس والخلايا التي أتلفها وتُخلّص الجسم منهما.

وفي حالة مرض كوفيد-19 الذي يُسبّبه فيروس كورونا الجديد، لا يوجد ما يدل علمياً على إمكانية أن يكون اختبار الأجسام المُضادة كافياُ للحماية من الإصابة به مرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، هنالك أربعة أنواع أخرى من الفيروسات التاجيّة أو فيروسات عائلة كورونا مُتوطّنة في جسم الانسان وتُسبب له نزلات البرد العادية، ووجود الأجسام المُضادة لواحد منها قد يُعطي نتائج إيجابية لكنها خاطئة ضد فيروس كورونا الجديد، ما يُضعف من درجة تخصُّصيّة فحص الأجسام المُضادة ضد فيروس كورونا الجديد (المصدر رقم 1).

لقد ذكرنا أيضاُ في مقال سابق نُشر لدى مُنظمة المُجتمع العلمي العربي تحت عنوان: إمكانية الإصابة المتكررة بفيروس كورونا المستجد، ذكرنا بأنَّ تجربة الفيروس المُسبب لوباء السارس – وهو أحد أفراد عائلة فيروسات كورونا التي تُصيب الإنسان – كانت مؤلمة من خلال الحقيقة التي بيّنت أنَّ مستوى الأجسام المُضادة في الجسم، على افتراض أنها تحمي من الإصابة المتكررة، يبدأ بالتناقص بعد أربعة أشهر فقط من التعافي، في إشارة إلى احتمالية أن ينطبق الأمر نفسه على فيروس كورونا الجديد (المصدر رقم 2).

المصادر

1. https://www.who.int/news-room/commentaries/detail/immunity-passports-in-the-context-of-covid-19

2. http://arsco.org/article-detail-1594-2-0

البريد الالكتروني للكاتب: hasan.asfour@uvsq.fr