لقد بات من البديهي لدى الجميع أنَّ الصُداع هو أحد أول الأعراض التي تظهر على المُصابين بفيروس كورونا المستجد. إضافة إلى ذلك، تم أيضاُ توثيق فقدان حاستي الشم والتذوق لدى أكثر من 70% من المُصابين بهذا الفيروس الذين ظهرت عليهم أعراض تنفسية عادية (المصدر رقم 1). ولكن، تراكمت مؤخراً الكثير من المعلومات التي توثّق المُضاعفات العصبية الأكثر خطورة لدى المُصابين بفيروس كورونا المُستجد.

أوّل دراسة لهذه المضاعفات العصبية تمّ عرضُها في تقرير لحالة تم تشخيصها بالإصابة بفيروس كورونا المُستجد في مستشفى جامعة فلوريدا أتلانتيك الأمريكية. ظهرت على هذا المريض أعراض اعتلال الدماغ Encephalopathy وتمثّلت باضطراب الحالة العقلية وعدم القدرة على الاستجابة للمؤثرات الخارجية، لكن هذه الأعراض لم تكن مرتبطةً بالتهاب الدماغ أو قشرة الدماغ (المصدر رقم 2).

توالت بعد هذا التقرير العديد من الدراسات التي أردفت قائمة من المُضاعفات العصبية للإصابة بهذا الفيروس، وهي كما يلي (المصدر رقم 3):

• التهاب النسيج الدماغي،
• النزيف الدماغي المُصاحب لالتهاب حاد،
• الجلطة الدماغية،
• التشنجات الصَرَعيّة،
• التهاب وتآكُل العضلات،
• متلازمة جالين-باريه التي تتميز باعتلال الأعصاب الطرفية.

لم تظهر هذه المُضاعفات على المرضى المُصابين بفيروس كورونا المستجد بشكل استثنائي، بل كُنّا فيما مضى ننتظر الوقت الكافي لتراكُم الأدلة التي بيّنت أن أكثر من ثلث الحالات المُصابة بهذا الفيروس التي تتلقى الرعاية داخل المستشفى تكون مصحوبة على الأقل بأحد الأعراض العصبية وذلك وفقاً لدراسةٍ خلَصَت إلى أنّ 78 من أصل 214 مريضاُ عانوا من أحد المُضاعفات الآتية (المصدر رقم 4):

• الجلطة الدماغية الحادة،
• النزيف الدماغي،
• اضطراب الوعي،
• اضطرابات الرؤية،
• اختلال حاستي الشم والتذوق
• تلف العضلات الهيكيلية،

بالإضافة إلى ذلك، يقترح كيفن رو، وهو أحد الباحثين المُتقاعدين في سان خوسيه - كاليفورنيا، بأنَّ فيروس كورونا المُستجد يستطيع الدخول إلى الخلايا العصبية، حيثُ أنها تُظهر على سطحها مُستقبلات ACE2 التي يرتبط من خلالها الفيروس على سطح الخلية، والبقاء داخلها لفترة إلى حين تسنح الفرصة - كضعف مناعة الجسم - لإعادة تنشيطه وخروجه لإحداث الإصابة مُجدداً كحال بعض الفيروسات مثل فيروسات هيربس Hepes viruses، وهي الطريقة التي يُراوغُ فيها الفيروس جهاز المناعة في الجسم المُصاب. ويؤكد هذه الآلية من خلال الحالات الموثقة التي ظهرت عليها أعراض الإصابة بالفيروس مرة أخرى بعد فترة من شفائها (المصدر رقم 5).

لذلك، توصي الدراسات الآن بضرورة مُشاركة الأطباء أخصائيي الأمراض العصبية ضمن فريق الأطباء المُعالجين للمرضى المُصابين بفيروس كورونا المستجد، حيثُ لم يعُد هذا المرض يُصيب الجهاز التنفسي فحسب، بل إنّه قد يظهر بأعراض ومُضاعفات عصبية بشكل مُنفرد أحياناً، وهي صورة مُغايرة تماماً للصورة الاكلينيكية المعروفة لدينا عن الإصابة بهذا الفيروس (المصدر رقم 6).

المصادر

1. Josef Finsterer, Claudia Stollberger. Causes of Hypogeusia/Hyposmia in SARS-CoV2 Infected Patients. J Med Virol. PMID: 32311107  DOI: 10.1002/jmv.25903
2. Asia Filatov, Pamraj Sharma, Fawzi Hindi, Patricio S Espinosa. Neurological Complications of Coronavirus Disease (COVID-19): Encephalopathy. Cureus. . 2020 Mar 21;12(3):e7352.  PMID: 32328364  PMCID: PMC7170017  DOI: 10.7759/cureus.7352
3. F J Carod-Artal. Neurological Complications of Coronavirus and COVID-19. Rev Neurol. May 1;70(9):311-322. PMID: 32329044  DOI: 10.33588/rn.7009.2020179
4. Ling Mao, Huijuan Jin, Mengdie Wang, et al. Neurologic Manifestations of Hospitalized Patients With Coronavirus Disease 2019 in Wuhan, China. JAMA Neurol. Published online April 10, 2020. doi:10.1001/jamaneurol.2020.1127
5. Kevin Roe. Explanation for COVID-19 infection reactivations. Transbound Emerg Dis. 2020 Apr 22. PMID: 32320129  DOI: 10.1111/tbed.13594
6. Johann Sellner, Pille Taba, Serefnur Öztürk, Raimund Helbok. The Need for Neurologists in the Care of COVID-19 Patients. Eur J Neurol. 2020 Apr 23. PMID: 32323891 DOI: 10.1111/ene.14257

البريد الإلكتروني للكاتب: hasan.asfour@uvsq.fr