للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

فيروس روتا والإسهال الخطير عند الأطفال

  • الكاتب : دكتور رضا محمد طه

    أستاذ مساعد الميكروبولوجيا - كلية العلوم جامعة الفيوم

  • ما تقييمك؟

    • ( 4 / 5 )

  • الوقت

    11:13 ص

  • تاريخ النشر

    09 ديسمبر 2019

ينتمي فيروس روتا Rota Virus لعائلة فيروسية تُسمى "روتافيريدي Rotaviridae"، ويوجد منه تسعة أنواع AوBوC-I، وهو الفيروس حلقي أو دائري الشكل.

حسب منظمة الصحة العالمية فإن هذا الفيروس يتسبب في وفاة حوالي من 215 إلى 250 ألف شخص سنوياً، وذلك بسبب الجفاف الذي يسببهُ الإسهال الذي يحدث جراء الإصابة بهذا الفيروس، وخاصة بين الأطفال الذين لم يحصلوا على اللقاح المضاد له، والذي يمكن أن يوفر حماية للأطفال تصل إلى 90 %.

فيروس روتا شديد العدوى، حيثُ أنه ينتشر بسهولة بين الأطفال من سن ثلاثة أشهر وحتى 35 شهراً، خاصة في دور الرعاية والحضانات ودور الأطفال والمدراس، حيث يمكث الأطفال وقتاً طويلاً في تلك الأماكن. ينتقل الفيروس من خلال الأيدي الملوثة بالبراز أي الغير مغسولة جيداً، حيث يحتوي الجرام الواحد من براز المصاب على أكثر من 10 تريليون جزيء فيروسي معدي، في حين يكفي 10-100 جزيء من فيروس روتا لإحداث العدوى. ينتقل الفيروس أيضاً من خلال الطعام الملوث وخاصة ما يُقدم من وجبات في الرحلات وغيرها، وكذلك عن طريق استخدام الحمامات العامة غير النظيفة وحمامات السباحة، وقد ينتقل الفيروس من الأطفال ليصيب البالغين أيضاً في المناطق الموبوءة، خاصةً في البلدان الفقيرة التي تفتقر لمياه الشرب النظيفة.

الفيروس قادر على البقاء حياً ونقل العدوى من خلال الأيدي الملوثة لساعات طويلة، وخاصة في الأطفال الذين يضعون أصابعهم في أفواههم باستمرار. كما يبقى الفيروس على أسطح الأشياء لمدة أسابيع محتفظاً بقدرتهِ على نقل العدوى، إذا لم يتم تنظيف تلك الأسطح أو الأواني أو الأدوات الملوثة بالفيروس جيداً بالمطهرات ذات الفعالية الفائقة.

يتسبب الفيروس بالتشفير لإنتاج نوعٍ من السموم داخل الأمعاء "إنتيروتوكسين Enterotoxin" مكوناً من الجليكوبروتين ويسمى اختصاراً NSP4، ويتسبب هذا السُم في عمل خلل في التوازن بين عنصري الكالسيوم والصوديوم مما يترتب عليه فقدان الجسم للسوائل في صورة إسهال شديد. تتضمن أعراض الإصابة بالفيروس بجانب الإسهال المائي الشديد، قيء وحُمى وألم في البطن، كما يتسبب الفيروس أيضاً في إصابة المعدة والأمعاء بالالتهاب Gastroenteritis، وقد تؤدي الإصابة بهِ للوفاة إذا لم يخضع المريض للعلاج الصحيح.

قد تستمر الأعراض ما يقرب من ثمانية أيام، مما يستدعي العلاج السريع أولاً عن طريق الحقن بالمحاليل منعاً لمخاطر الجفاف، وثانياً حسب ما يصفه الطبيب المختص.

توجد العديد من الدراسات المنشورة عن فيروس روتا والطريقة التي يعمل بها الفيروس وطرق علاجه وما يُسببهُ من أعراض، وخاصة الإسهال. وتصف الدراسة التي قام بإجرائها باحثون من معهد العلوم الطبية الحيوية بجامعة ولاية جورجيا GSU في أطلنطا بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي نُشرت في مجلة "الخلية Cell" أكتوبر 2019، عن الآلية التي يُقاوُم بها المصاب الفيروس، وكشفت نتائجها عن نوع من البكتريا الخيطية المجزأة موجودة بشكل طبيعي ضمن ميكروبيوم الشخص في الأمعاء وتسمى إختصاراً "إس إف بي SFB" وهي العامل المحدد لمقدرة المصاب بالفيروس على المقاومة والتخلص من الفيروس، حيث تعمل تلك البكتريا على تقليل ما يحدثه فيروس روتا من تدمير للخلايا وذلك بمساعدتها باستمرار في تغيير الطبقة الحرشفية للأمعاء التي يوجد فيها الفيروس، بما يعده فريق البحث خطوة هامة لتفسير الآلية التي تتمكن بها تلك البكتريا من طرد الفيروس مع الفضلات. نتيجة لهذه النتيجة يسعى العلماء لمحاكاة هذه الآلية لإيجاد علاج فعّال للتخلص من هذا الفيروس.


المراجع:

 

البريد الإلكتروني للكاتب: redataha962@gmail.com

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

2 التعليقات

  • أ.د. جوهر علي الغربي17 ديسمبر, 201912:35 م

    ملاحضات علمية حول المقال

    الشكر الجزيل للكاتب على أختيار الموضوع العلمي الهام و الذي يعتبر من الأوليات لصحة الأطفال في هذه الفترة من السنة, حيث يتكاثر عدوى هذا الفيروس في العالم العربي تمنيت من الكاتب أن يتطرق أكثر الى سبل الوقاية من هذا الفيروس و التحدث أكثر الى أهمية حفظ الصحة لتجنب انتشار أكثر لهذا الفيروس أما في ما يخص المعلومات العلمية البحتة لطبيعة الفيروس, أود أن أشير الى أن الفيروسات لا تفرز سموم مثل البكتيريات و انما بروتينيات فيروسية تلعب دورا مثل السموم للبكتيريات . هذه البروتيين هي ن س ب 4 بالنسبة لهذا الفيروس...مع الشكر

    رد على التعليق

    إرسال الغاء
  • د. رضا محمد طه 17 ديسمبر, 2019 05:27 م

    رد

    السلام عليكم الأستاذ الدكتور جوهر، شكرا لكم على ملاحظاتكم القيمة والمفيدة. وقد أشرت في المقال إلى أن الفيروس في جينومه جينات تشفر لتكوين تلك البروتينات التي نوهت عنها حضرتك حيث لا تمتلك الفيروسات آليات بناء طاقة ولا تحتوي ريبوسومات وخصائص أخرى بالتأكيد حضرتك تعرفها. تحياتي وفرصة عظيمة تشرفنا بكم

    رد على التعليق

    إرسال الغاء

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */