للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

سلسلة أخبار العلم والحياة

أسرار البيولوجيا ومرض الزهايمر

  • الكاتب : د. محمد لبيب سالم

    أستاذ علم المناعة - كلية العلوم/جامعة طنطا

  • ما تقييمك؟

    • ( 3.5 / 5 )

  • الوقت

    02:19 ص

  • تاريخ النشر

    18 نوفمبر 2019

البحث العلمي هو مرآة فكر المجتمعات المتحضرة. وخير البحوث العلمية هي التي تكشف عن أسرار الكون من أجل فهم أسرار الحياة الكامنة في الكائنات الحية والجماد من ناحية، ومن ناحية أخرى تقودنا إلى كيفية استفادة الإنسان من هذه الأبحاث على المستوى الزمني القريب والبعيد.

والبحوث العلمية الأصيلة هي التي تأخذنا إلى إحدى هاتين الناحيتين أو كلتيهما حتى نستفيد ونفيد. وفي هذا الصدد سوف نقدم للقارئ من حين لآخر وجبة شهية من بعض الأبحاث المتعلقة بموضوع ما، والتي نرى أنها تضيف للمعرفة العلمية وتطبيقاتها. وفي هذا المقال نقدم تنويه عن بعض الأبحاث العلمية المهمة التي تم نشرها حديثاً والتي تمثل قفزة علمية كبيرة في سماء الكشف عن أسرار البيولوجيا وتطبيقاتها في الحياة.

ولمزيد من المعلومات عن كل بحث، فقد أرفقنا الصفحة الرسمية التي نشر فيها البحث الأصلي.

وفي هذه الحلقة سوف نقدم أربعة أخبار علمية متعلقة بالجهاز العصبي وخاصة المخ، والتي لها علاقة بأمراض مهمة مثل مرض الزهايمر.

الخبر الأول عن بحث يدور حول دراسة عن دودة "سي اليجانز"C. Elegans وهي دودة صغيرة في حجم واحد مم تعيش في التربة. الدراسة تثبت أن السبب الرئيسي لمرض الزهايمر ليس نتيجة ارتفاع مستويات بروتين البيتا امايلود في المخ، ولكن بسبب خلل في عملية الأيض (إنتاج الطاقة) في المايتوكوندريا وخاصة فيTCA CYCLE حيث حدث هذا الخلل قبل ارتفاع مستويات بروتين الامايلويد. والأجمل أن علاج الديدان التي حدث فيها هذا الخلل (وهو نموذج مشابه للذي يحدث في الإنسان) بعقار الميتفورمين (علاج مرض السكر)، قد أدى إلى تصحيح الخلل في المايتوكوندريا. وهذه الدراسة تفتح مجالاً واسعاً لتطوير علاجات فعّالة لعلاج الزهايمر، وذلك بالتعامل مع خلل المايتوكوندريا، خاصةً أن معظم العلاجات التي كانت تستهدف بروتين الامايلويد المستخدمة من قبل المرضى لم تعطِ نتائج مشجعة.

وهكذا نرى كيف أن أبحاث العلوم الأساسية على الحيوانات البدائية تؤدي إلى اكتشافات طبية كبيرة لصالح شفاء الإنسان من الأمراض المستعصية.

وتم نشر هذه الدراسة في مجلة الحياة 


والدراسة الثانية جديدة من نوعها، حيث تشير نتائجها وعلى عكس الدراسات السابقة إلى وجود علاقة عكسية بين زيادة نشاط المخ وفترة العمر وارتباط ذلك ببروتين يُسمى RES الذي إذا زاد نشاطه أثر ذلك على عُمر الإنسان والعكس صحيح. هذهِ الدراسة تمت على مجموعة من الرجال و النساء الذين تبرعوا بخلايا من الدماغ بعد موتهم، ومنهم من وصل إلى عمر الـ 70 و الـ 80، ومجموعة أُخرى عاشت أكثر من 100 عام، ثم تمت بقية الدراسات على الديدان المعروفة بفترة حياة قصيرة وأخرى طويلة.

هذهِ الدراسة مهمة جداً لمعرفة أمراض الجهاز العصبي مثل الزهايمر. وتم نشرها في مجلة نيتشر

 

الدراسة الثالثة هي الأخرى جديدة من نوعها وقد أجريت على فئران التجارب لتثبت بالدليل العلمي على مستوى البيولوجيا الجزئية أن بعض الخلايا العصبية في منطقة الهايبوثالاماس بالمخ تحتوي على جينات في الأنثى غير موجودة في الذكر. وأوضحت الدراسة أن عدم وجودها في الذكر ليس بسبب الاختلاف في وجود بعض الجينات بين الكروموسومات في الذكر والأنثى. مثل كروموسوم Y أو X. وتكمن أهمية هذه الدراسة الرائعة في أنها تفتح المجال لدراسات مشابهة في الثدييات الأخرى بما فيها الإنسان. لمعرفة أسرار الفروقات السلوكية بين الذكر والأنثى، لعل كل منهما يتفهم الآخر بلا عناد أو مشكلات.

وقد تم نشر هذه الدراسة في الدورية العلمية "الخلية Cell"

وتم التعليق عليها في مجلة (Science Alert) https://www.sciencealert.com

 

الدراسة الرابعة أجريت بمعهد ريكين باليابان، حيثُ تم تصميم تجربة رائعة تشبه الخيال العلمي وتمزج البيولوجيا والهندسة والطب، فقد توصل مجموعة من العلماء في هذا المعهد إلى تصميم microchip ميكروشيب يتم استخدامهُ كصمام من خلال عضلة صغيرة من دودة الأرض. ويعتمد تشغيل هذا الصمام الهندسي البيولوجي على مادة الاستيلكولين التي تفرزها العضلة. إنها الدراسة الأولى من نوعها التي تؤكد على إمكانية تصنيع صمام بيولوجي بدون الاستعانة بأي طاقة كهربائية خارجية، والتي إن وجدت لا ينصح بها أحياناً. هذا الاكتشاف التكنولوجي الفريد سوف يؤدي إلى مزيدٍ من البحوث المستقبلية، وذلك للاعتماد على العضلات في تصميم صمام طبيعي يعمل بمواد كيميائية موجودة في الجسم دون الاستعانة بمصادر كهربائية. وقد يكون من الممكن في المستقبل زراعة الخلايا العضلية واستخدمها في تصميم الصمام.

شكراً لمعهد ريكين باليابان


وهكذا نرى أن العلم الذي يجريهِ العلماء سواءً كان على كائنات حية صغيرة أو على عينات من البشر الأحياء أو المتوفيين، لا ينتج عنهُ فقط معرفة تُزيد من ثقافتنا ومعلوماتنا المبنية على أُسس علمية رصينة، ولكن أيضاً للحصول على نتائج علمية من الممكن أن تتحول إلى منتجات تكنولوجية يتم تصنيعها وتطبيقَها من أجل صحة الإنسان والحيوان.


شكراً للعلم، شكراً للعلماء، شكراً للعقل البشري والأفكار الرائعة.


 

البريد الإلكتروني للكاتب: mohamedlabibsalem@yahoo.com

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

0 التعليقات

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */