للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

مؤشر علمي جديد لقياس استنزاف المياه الجوفية

  • الكاتب : الصغير محمد الغربي

    صحفي علمي

  • ما تقييمك؟

    • ( 4.5 / 5 )

  • الوقت

    09:18 ص

  • تاريخ النشر

    21 أكتوبر 2018

لقد أدّى الاعتماد المفرط على موارد المياه الجوفية غير المتجددة واستنفادها إلى تأثيرات بيئية وسياسية واقتصادية واجتماعية سلبية. وكان لغياب أدوات لتحديد المناطق المعرضة لخطر تدهور المياه الجوفية وتشخيصها دورٌ في تفاقم التكاليف المرتفعة لاستنفاد المياه الجوفية. لذلك قام باحثون بوضع مؤشر جديد لقياس استنزاف المياه الجوفية يرتكز على نماذج هيدرولوجية وعوامل إنسانية بهدف مساعدة الحكومات والمنظمات على مراقبة هذه المصادر المائية واحكام استغلالها.

ونُشرت خصائص هذا المؤشر وتركيبته ونتائج تطبيقه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ورقة علمية لفريق بحثي من جامعة جورجيا الأمريكية في شهر يوليو الماضي في دورية Science of The Total Environment في هذه الدراسة تم تطوير مؤشر مركّب أُطلق عليه اسم مؤشر مخاطر المياه الجوفية (GRI) لتقييم مخاطر استنزاف المياه الجوفية من خلال الجمع بين مجموع بيانات ونماذج بيئية واجتماعية واقتصادية مختلفة. ويتمثل الهدف من هذا المؤشر في تقديم أداة لمديري المياه وصانعي السياسات في المنطقة لتحديد المناطق التي تعاني من استنزاف المياه الجوفية بشكل كبير والتي تتطلب اتخاذ تدابير للتخفيف تسمح باستدامة هذه الموارد كما يقول الباحث في جامعة جورجيا المشارك في انجاز الدراسة خليل لزيق.

ويؤكد مؤلفو الدراسة أن مؤشر GRI يعد أداة تشخيصية متعددة التخصصات فريدة من نوعها تهدف إلى قياس احتمالية تعرض منطقة أو كيان ما لتجربة نضوب المياه الجوفية وقياس شدته وكدالة للنماذج الهيدرولوجية المادية والموضوعية والعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية النوعية. ويقول الباحث اللبناني إنه بخلاف مؤشرات نُدرة المياه ومؤشرات الإجهاد السابقة التي تركز على تقييم صحة نظم الأنهار والنزاعات المتعلقة بالاستخدامات البشرية والإيكولوجية للمياه، فإن المؤشر الجديد يهدف إلى نمذجة نتائج ندرة المياه والإجهاد الذي تتعرض له المصادر المائية وتأثير ذلك على مختلف الكيانات. ومن الخصائص الفريدة الأخرى لهذا المؤشر هو تصميمه الذي يركز على المياه الجوفية على خلاف المؤشرات الموجودة التي تركز على المياه السطحية وأنظمة الحفر. وهذه الميزة تجعله قابلاً للتطبيق في المناطق القاحلة من العالم. وتشمل هذه المناطق جزءاً كبيراً من البلدان النامية كمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي يمكن أن يؤدي استنزاف المياه الجوفية لديها إلى تقويض جهودها من أجل التنمية الاقتصادية.

وحول مزايا هذا المؤشر يقول الباحثون في الورقة العلمية المنشورة إن عملية التطوير وصنع القرار التي تقوم عليها مبادرة GRI تمنحها العديد من المزايا. أولها محاولته التعبير بدقة عن مخاطر استنزاف المياه الجوفية، باعتبار أن هذا المؤشر يعتمد على مجموعات بيانات ونماذج إقليمية حديثة لتحديد احتياطي المياه الجوفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وهو يستخدم القمر الصناعي GRACE لتتبع التغيرات في مخزون المياه الجوفية شهرياً. أما الميزة الثانية لهذا المؤشر فهي قدرته على دمج التقييمات الهيدرولوجية الفيزيائية والكمية مع العوامل البشرية المنشأ، استناداً إلى مراجعة شاملة لطبقة المياه الجوفية في المناطق القاحلة. وبالتالي، فإن المؤشر يقيِّم استنزاف المياه الجوفية من خلال إطار نظري وسياقي يركّز على العلاقة بين المياه الجوفية والأمن الغذائي والطاقة، والتي أصبحت الآن موضع تركيز في ضوء الضغوط العالمية والمحلية والزراعية على شبكات المياه. أما الميزة الثالثة فهي مرونة تصميم هذا المؤشر مما يسمح بتطبيقه في مناطق كثيرة من العالم.

واستناداً إلى تحليل نتائج المؤشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يقول الباحث اللبناني إن التوصيف الهيدرولوجي هو محدد ضعيف لمخاطر المياه الجوفية. وعلى عكس التوقعات، فإن البلدان ذات الموارد المائية الجوفية العالية مثل المملكة العربية السعودية والجزائر وليبيا-حيث توجد خزانات جوفية عظيمة للمياه- تكون في كثير من الأحيان عرضة لمخاطر أعلى بسبب التأثير المعاكس للحوكمة المائية والأمن الغذائي السيئ. في المقابل وجد المؤشر علاقة قوية بين مستويات منخفضة من مخاطر استنزاف المياه الجوفية والحوكمة المائية الجيدة. كما وجدت الدراسة أن الحوكمة الفعّالة وحسن توزيع المياه العذبة وفرض قيود على استخراج المياه الجوفية هي عوامل تسمح بتحسين الأمن الغذائي. كما أن الحوكمة الجيدة تترجم أيضا إلى مداخيل اقتصادية أعلى تعزز بدورها القدرة على تحمل تكاليف الغذاء وتسمح بتغيير الهيكلية الاقتصادية من اقتصادات قائمة على الزراعة والاستخدام المائي الكثيف إلى اقتصادات متقدمة صناعية قادرة على تحقيق الأمن الغذائي من خلال النمو الاقتصادي، والاندماج في التجارة العالمية.

المرجع

 

البريد الإلكتروني للكاتب: gharbis@gmail.com

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

3 التعليقات

  • amina29 ديسمبر, 202106:50 م

    815 2013 اكتوبر12

    WOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOW

    رد على التعليق

    إرسال الغاء
  • علام صقر21 أكتوبر, 201808:20 ص

    تحقيق الاكتفاء الذاتى من المياه العذبه المستدامه

    تقنيات علام صقر لصناعة المياه العذبه المستدامه تحقق الاكتفاء الذاتى من المياه العذبه لكافة دول العالم ولكل محافظه على حدى . كما يتم تغذية كافة المصانع والشركات . وكافة مؤسسات الدول والمبانى الاداريه والمستشفيات والمقاهى والمطاعم ومن يريد من المنازل سوء الصغيرة او المتوسطه او الابراج السكنيه بأجهزه اتومتيكيه معمره لصناعة المياه العذبه تحقق لهم الاكتفاء الذاتى متى يريدون وتعمل هذه الاجهزه فى كافة الظروف الجويه حتى فى اشد مواسم الجفاف وفى اى مكان فى العالم . فى الصحراء وعلى السفن فى البحار والمحيطات وعلى كافة وسائل النقل كما تستفيد الدول ذات الطقص الحار من هذه الاجهزه بتقليل درجة حرارة الجو لأكثر من ٢٠ درجه مئوية كما نوظف هذه التقنيات للقضاء على كافة التغيرات المناخيه على مستوى العالم بنتائج فوريه وحتى القضاء على كافة الانبعاثات وتنقية اجواء المدن وكيفية ان يستفيد العالم من ثانى اكسيد الكربون الذى يفزع العالم . وللعالم مطلق الحريه بأن يتبنى هذه التقنيات او يبقى مع تغير المناخ والجفاف وشح المياه allamsakr1@gmail.com https://twitter.com/allamsakr1 https://www.facebook.com/groups/allamsakr/?ref=bookmarks

    رد على التعليق

    إرسال الغاء
  • علام صقر21 أكتوبر, 201808:15 ص

    تحقيق الاكتفاء الذاتى من المياه العذبه المستدامه

    العالم يحتاج إلى المزيد من المياه العذبه فلا بد من أن ننظر للمستقبل ونعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى من المياه ولا ننظر للخلف . العيب فى الاداره العالميه لبحث ازمه المياه اصبحت تقام مؤتمرات المياه تحت شعار " المحافظة على المياه من أجل تنمية الوعي بأهمية المياه بدل البحث عن اختراعات وابحاث لصناعة المياه وامام اعينكم من يحقق لكافة دول العالم الاكتفاء الذاتى من المياه العذبه المستدامه حتى فى اشد مواسم الجفاف تقنيات علام صقر لصناعة المياه العذبه المستدامه تحقق الاكتفاء الذاتى من المياه العذبه لكافة دول العالم allamsakr1@gmail.com https://twitter.com/allamsakr1 https://www.facebook.com/groups/allamsakr/?ref=bookmarks

    رد على التعليق

    إرسال الغاء

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */