مجلة أجسر – مجلة عربية محكمة في مجال العلوم – زورو موقعنا

تعاون علمي مثمر بين المنظمة واليونسكو

الكاتب

منظمة المجتمع العلمي العربي

الوقت

12:07 مساءً

تاريخ النشر

09, يناير 2025

.

شهد عام 2024 تعاون مثمر بين منظمة المجتمع العلمي العربي واليونسكو للتصدي علمياً لقضايا المنطقة البيئية والتنموية، وتفعيل منظومات البحث العلمي. وقد شاركت اليونسكو في حفل اليوم السنوي للمنظمة يوم 15 ديسمبر 2024 ممثلة بسعادة السيد صلاح خالد، مدير مكتب اليونسكو في الدوحة وممثل منظمة اليونسكو في دول الخليج واليمن، وقد ألقى سعادته كلمة اليونسكو في الحفل الذي تم فيه الإعلان عن اسم الفائز بجائزة المنظمة لعام 2024 والتي كانت بعنوان: ” إدارة الكوارث والتخفيف من آثارها”.  بيّن فيها مشاريع اليونسكو في اليمن، وأمان المدارس والتعليم ومشروع “التعليم ودوره في بناء القدرة على الصمود“، الذي يركز على أهمية التعليم في صمود المجتمعات أمام الكوارث، وغيرها من المشاريع المهمة التي يقدمها مكتب اليونسكو في الدوحة، كما احتوت الكلمة على الكثير من الرؤى لمستقبل العمل.

أيضاً، شاركت اليونسكو في الورشة العلمية والحلقة النقاشية المصاحبة والتي كانت بعنوان دور العلم في إدارة الكوارث والتخفيف من آثارها في الوطن العربي

 بخبيرين من اليمن عرضا بالتفصيل مشروع منظمة اليونسكو في اليمن وأهم مخرجاته.

  ويسرنا هنا إدراج كلمة سعادة السيد صلاح خالد، التي ألقاها في الحفل..

“بسم الله الرحمن الرحيم”

سعادة الدكتورة موزة بنت محمد الربان، رئيسة منظمة المجتمع العربي

الاستاذ الدكتور عصام شحرور، نائب رئيس منظمة المجتمع العلمي العربي للشؤون العلمية

سعادة السيد خالد بن خليفة الربان، عضو مجلس الأمناء في مؤسسة الربان للدراسات والبحوث.

السيدات والسادة الحضور،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أود التعبير عن شكري على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذا المؤتمر المهم لمنظمة المجتمع العلمي العربي

يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في هذا الحفل السنوي الذي يجمع نخبة من الباحثين والخبراء والمهتمين بتطوير الحلول لمواجهة مخاطر الكوارث وتعزيز صمود مجتمعاتنا في مواجهة التحديات البيئية والمناخية المتزايدة.

السيدات والسادة،

لقد شهد العالم مؤخراً ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة خلال السنوات الماضية، وعدد من الكوارث الطبيعية، من أبرزها الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب والأمطار الغزيرة الناتجة عن إعصار “دانيال” في ليبيا.

هذه الكوارث أدّت إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، ودمّرت مجتمعات بأكملها، وأظهرت ضعف الأنظمة القائمة في مواجهة مثل هذه التحديات​.

تُظهر الإحصائيات أن عام 2022 وحده شهد 387 حدثاً كارثياً مرتبطاً بالمخاطر الطبيعية، مما أدّى إلى التأثير على 185 مليون شخص وإلى خسائر اقتصادية تجاوزت 223 مليار دولار.

كما تشير التوقعات إلى زيادة عدد هذه الأحداث بنسبة 40% بحلول عام 2030، مما يجعل تعزيز جهود الاستجابة والتكيف أكثر أهمية من أي وقت مضى​.

في منطقتنا العربية، فإن تأثيرات التغير المناخي تضاعف من حجم التحديات. على سبيل المثال، تشير التقارير إلى أن أكثر من 60 مليون شخص في المنطقة قد يتعرضون لخطر الفقر المائي بحلول عام 2030.

أما في اليمن، على سبيل المثال لا الحصر، فإن الكوارث الطبيعية كالفيضانات وانجراف الأراضي والزلازل، إلى جانب الأزمات الإنسانية، تسببت في تأثيرات كارثية شملت تهديداً مباشراً لحياة السكان وتدمير البنية التحتية، وتعطيل الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء والتعليم، مما أدّى إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية وزيادة الضغط على التدخلات الإغاثية.

أضف إلى ذلك، الخسائر البشرية الكبيرة في الأرواح حيث تشير التقارير إلى أن الوفيات تجاوزت 400 شخص نتيجة الفيضانات والصواعق الرعدية والانهيارات الصخرية خلال العام 2024

ولم تسلم المدن التراثية، مثل صنعاء القديمة، ومدينة شبام حضرموت المسوّرة وسوق عدن التاريخي وزبيد من هذه الآثار، حيث بات تراثها الإنساني في خطر داهم، مما يتطلب استجابات فورية وشاملة تجمع بين الحماية الفورية والتخطيط طويل المدى.

الحضور الكريم،

هذا العام 2024، في الثالث عشر من أكتوبر، أحيينا اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث تحت شعار “التعليم ودوره في بناء القدرة على الصمود“. يُبرز هذا الموضوع الدور الأساسي للتعليم في تعزيز وعي المجتمعات وتمكينها من التكيف مع المخاطر وضمان استمرارية التنمية المستدامة.

كما يُذكرنا هذا الشعار بأهمية حماية المدارس والأطفال من آثار الكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان. إن توفير بيئة تعليمية آمنة ومستدامة لا يضمن فقط استمرارية العملية التعليمية، بل يحمي أيضاً مستقبل الأجيال القادمة ويعزز صمود المجتمعات في مواجهة الأزمات.

وفي إطار هذا النهج، تلتزم منظمة اليونسكو بدعم الجهود العالمية لتعزيز أمان المدارس من خلال تنفيذ “إطار سلامة المدارس الشامل” (Comprehensive School Safety Framework).

هذا الإطار يقدم خارطة طريق واضحة لتأمين المدارس وضمان استمرار العملية التعليمية في أوقات الأزمات.

كما تعمل منظمة اليونسكو على دمج الحدّ من مخاطر الكوارث في المناهج الدراسية، وتوفير التدريب اللازم للمعلمين والإداريين لمواجهة الطوارئ​.

السيدات والسادة،

من أبرز المبادرات التي أطلقها مكتب منظمة اليونسكو لدول الخليج واليمن هو مشروع “بناء مجتمعات قادرة على التكيف مع تغير المناخ في المدن التاريخية باليمن“. يهدف هذا المشروع إلى تعزيز نظم إدارة المخاطر والكوارث، من خلال تحسين أنظمة الإنذار المبكر، وبناء القدرات، وزيادة التوعية المجتمعية حول أهمية الاستعداد لمواجهة الكوارث.

وخلال الحلقات النقاشية، سيشارك خبراء من اليمن عرض مفصّل لمشروع منظمة اليونسكو وأهم مخرجاته. بالإضافة إلى تقديم نظرة شاملة حول الاستراتيجيات والجهود الوطنية المبذولة لمواجهة الكوارث الطبيعية في اليمن.

وفي سياق أوسع، تعمل منظمة اليونسكو بالشراكة مع العديد من المنظمات الإقليمية والدولية على توظيف التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لتحسين نظم جمع البيانات وتحليلها.

هذه الأدوات الحديثة تمكننا من تعزيز كفاءة الاستجابة للكوارث، وتقليل الأضرار البشرية والمادية.

فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد المناطق الأكثر عرضة للمخاطر، وتوجيه الموارد بشكل أكثر فاعلية، وهو ما يشكل خطوة محورية نحو بناء مجتمعات أكثر مرونة وصمودًا​.

ختاماً،

إن التصدي لمخاطر الكوارث ليس مسؤولية جهة أو دولة واحدة، بل يتطلب تعاوناً شاملاً بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

 نحن بحاجة إلى شراكات قوية، تستثمر في بناء القدرات ونقل المعرفة، خاصة للشباب، لضمان مستقبل مستدام وآمن لمجتمعاتنا.

أشكركم جميعاً على حضوركم ومشاركتكم، وأتطلع إلى جلسات نقاش مثمرة تسهم في وضع خطوات ملموسة لتعزيز صمود مجتمعاتنا ومستقبلنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”

فيديو كلمة سعادة السيد صلاح خالد 

الكلمات المفتاحية

الزوار الكرام: يسعدنا مشاركتكم وتواصلكم حول هذا المقال

الكلمات المفتاحية

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

license
0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
guest

شبكاتنا الاجتماعية

  • facebok
  • twitter
  • Instagram
  • Telegram
  • Youtube
  • Sound Cloud

يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

icons
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x