.
شاركت منظمة المجتمع العلمي العربي (ARSCO) من خلال نائب رئيس المنظمة الدكتور منيف الزعبي في المنتدى الإقليمي حول العلم المفتوح والذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” بجامعة محمد الخامس في الرباط بالمغرب يومي 28 و29 نوفمبر 2024م. وشهد المنتدى الذي عقد تحت عنوان “نحو دمقرطة العلم: مسارات تفعيل توصية اليونسكو في المنطقة العربية” مشاركة محلية ودولية واسعة شملت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والفدرالية العالمية للعاملين العلميين (FMTS).
وناقش المنتدى مسارات العلم المفتوح في المنطقة العربية والإجراءات المناسبة للاستفادة من التقدم العلمي من أجل سد الفجوات الرقمية والتكنولوجية بين الدول العربية والدول الأخرى حول العالم. وجرى في المنتدى التعريف بالمنصات العلمية العربية المخصصة للبحث والنشر العلمي وتعميم نتائجه واستخدامها في المنطقة العربية، مع تسليط الضوء على كيفية مواجهة التحديات المرتبطة بالعلم المفتوح في الوطن العربي كنقص البيانات العلمية والبنية التحتية وآليات التمويل والتشريعات المحددة لتنفيذه، وكذلك كيفية التشبيك بين المنصات العربية والدولية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات.
هذا وقدم نائب رئيس أرسكو مداخلتين في المنتدى، تحدث في الأولى حول ضرورة ربط العلم المفتوح بمنظومات العلوم والتكنولوجيا والابتكار في الدول العربية مبينا أهمية التعرف على المجالات والأولويات التي يجب على المجتمع العلمي العربي التركيز عليها في البحث العلمي والعلم المفتوح تحديديا لأحداث نقلة نوعية في المجال، بما يمكن من توفير أحدث المعلومات لصناع القرار في الوطن العربي من خلال وسائل وأنماط العلم المفتوح.
وفي مداخلته الثانية استعرض نائب رئيس منظمة المجتمع العلمي العربي دور المنظمة ونشاطها كمنصة علمية عربية رائدة في مجال العلم مفتوح منوها في الوقت ذاته بنشاطات المنظمة الرئيسية الأخرى المتمثلة في بناء الثقافة العلمية في المجتمعات العربية ونشرها و تعميميها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والتعريف بقصص النجاح البحثية المهمة في دولنا وذلك من خلال الجائزة السنوية التي تمنحها المنظمة والندوة العلمية المتخصصة التي تنظمها أراسكو بالتعاون مع عدة جهات دولية، وبالتزامن مع حفل تكريم الفائزين في الجائزة السنوية.
كما ناقش نائب رئيس المنظمة خلال المنتدى مع مجموعة من المشاركين نشاطات العلم المفتوح في المملكة العربية السعودية والتي أنشأت منصة “جسر” كمنصة علم مفتوح يديرها جهاز متخصص في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجي والتقنية (KACST) وكذلك في عمان التي أطلقت منصة “إشعاع” والتي يديرها فريق متخصص من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في عمان وجامعة السلطان قابوس. كما ناقش نائب رئيس المنظمة مع مديرة المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال (RCICT) التابع لليونسكو ومقره في البحرين أوجه النشاطات المختلفة التي يمكن تنظيمها في المستقبل. ومن الجدير بالذكر أيضا أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومقرها تونس أنشأت وتدير بوابة ألكسو للعلوم كجهد عربي مشترك لخدمة القطاع البحثي والأكاديمي في الدول العربية والعالم.
يذكر أن اليونسكو أقرت في مؤتمرها الحادي والأربعين للمؤتمر العام لليونسكو الذي انعقد في نوفمبر/تشرين الثاني2021 توصية حول العلم المفتوح صادقت عليها 193 دولة. وتضمنت التوصية تعريفا مشتركا للعلم المفتوح والقيم الأساسية والمبادئ التوجيهية لهذا العلم، بالإضافة إلى نبذة عن المبادئ التوجيهية لمجالات العمل ذات الأولوية. وتهدف هذه التوصية إلى توفير إطار دولي لسياسات وممارسات الوصول الحر، معترفة بالاختلافات المتواجدة بين التخصصات وبين الدول حول الموضوع. كما تهدف أيضا إلى المساهمة في تقليص الفجوات الرقمية والتكنولوجية والمعرفية بين البلدان وداخلها.
ويواجه العلم المفتوح في المنطقة العربية، وفق بيان المنتدى، العديد من التحديات التي ترتبط بالممارسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي تؤدي إلى توسيع الفجوات التي تفصلها عن المناطق الأخرى في ميادين العلم والتكنولوجيا والابتكار. وسعيا لتقليص هذه الفجوة ومجابهة هذه التحديات تبنت الدول العربية المشاركة في المنتدى العربي الثاني للوصول الحر الذي انعقد في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، “البيان العربي للعلم المفتوح”. وقد دعا البيان الدول العربية إلى الالتزام بحركة العلم المفتوح وذلك من أجل ضمان إطار إقليمي من شأنه توجيه الجهات المعنية نحو إرساء قواعد وأنظمة مادية وقانونية للعلم المفتوح.
.
تواصل مع الكاتب: gharbis@gmail.com
