مجلة أجسر – مجلة عربية محكمة في مجال العلوم – زورو موقعنا

التين الشوكي بديل فعال للشعير في علف الجمل العربي

الكاتب

الصغير محمد الغربي

صحفي علمي

الوقت

10:05 صباحًا

تاريخ النشر

13, يونيو 2024

تعتبر الحبوب ومشتقاتها مصدر الغذاء الرئيسي للحيوانات المجترة في المناطق الجافة في البلدان النامية. غير أن الانخفاض في إنتاج الحبوب نتيجة للجفاف الشديد وتغير المناخ العالمي أدى إلى زيادة في أسعارها ومنتجاتها الثانوية. لذلك، أصبح استخدام البدائل الأرخص والأكثر استدامة الآن على رأس أولويات البلدان النامية.

وفي هذا الإطار، أظهرت دراسة علمية حديثة نشرها باحثون من جامعة نوتنغهام ترنت و الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية السورية في دورية (Veterinary Medicine and Science) العلمية أن نبات التين الشوكي بديلاً مستداما ومنخفض الكلفة لمصادر الطاقة التقليدية في النظام الغذائي للإبل العربية.

التغيرات المناخية تفرض البحث عن بديل للحبوب كأعلاف للحيوانات

تلعب الإبل دوراً حاسماً في سبل عيش الإنسان، ويقدر عددها بأكثر من 37.5 مليون رأسا في جميع أنحاء العالم، وهي تتمتع بأهمية خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في البلدان النامية، حيث يؤثر المناخ على أداء الثروة الحيوانية. ويعتبر الجمل العربي مصدراً ممتازاً للحوم، إلى جانب فوائده الأخرى، نظراً لخصائصه الفسيولوجية التي تسمح له بتحمل درجات الحرارة المرتفعة والإشعاع الشمسي وندرة المياه وسوء التغذية.

كانت الحبوب ومنتجاتها الثانوية مصدر الغذاء الرئيسي للحيوانات المجترة في المناطق الجافة في البلدان النامية. ومع ذلك، أدى الجفاف الشديد وتغير المناخ العالمي إلى ارتفاع أسعار الحبوب ومنتجاتها الثانوية. ونتيجة لذلك، أصبح البحث عن بدائل أرخص وأكثر استدامة أولوية بالنسبة للقطاعات الزراعية في البلدان النامية. وقد أظهرت العديد من الدراسات السابقة أن نبات الصبار يمكن أن يكون بديلا محتملا للحبوب مشتقاتها كعلف للحيوانات

يعتبر التين الشوكي (Opuntia ficus-indica) نباتا متعدد الأغراض يزرع في المناطق القاحلة وشبه القاحلة لإنتاج الغذاء وتغذية الماشية وإنشاء الأسيجة حول المزارع لحمايتها من الرياح والتصحر. وينتج هذا النوع من الصبار كميات هامة من المادة التي تحتوي على مستويات عالية من الكربوهيدرات والكالسيوم، إلى جانب كميات متفاوتة من البروتينات والألياف. وقد أظهرت دراسات علمية سابقة أن مكملات الأنظمة الغذائية القائمة على القش مع ألواح التين الشوكي تعمل على تحسين هضم العناصر الغذائية لدى الأغنام. لكن تقييم استخدام مكونات التين الشوكي لعلف للإبل العربية ظل غير معروف.

التين الشوكي بديلا مثاليا

في هذه الدراسة قام الباحثون بتقييم تأثير استبدال مادة الشعير المستخدمة على نطاق واسع في نظام الأعلاف الحيوانية، بألواح التين الشوكي بعد إزالة الشوك منها، على نمو الإبل العربية وصحتها، وكيفية هضمها المغذيات، مع وضع معادلة بسيطة للتنبؤ بكمية الصبار الازمة، باستخدام قياسات مورفولوجية بسيطة.

شملت الدراسة إجراء تجربة على ستة عشر جملاً من الذكور، تنتمي جميعها إلى السلالة الشامية، جرى تقسيمها عشوائيًا إلى مجموعتين، مجموعة أولى ضابطة غذيت بنظام غذائي قياسي للإبل يتكون من 24% حبوب الشعير، 9.25% حبوب الذرة، 11.05% وجبة بذور القطن، 15.4% نخالة القمح، و40.3% قشور بذور القطن. وفي غذاء المجموعة الثانية، حلت ألواح الصبار الطازجة غير الشوكية محل حبوب الشعير والذرة.

قام الباحثون بتقديم العلف للإبل مرتين في البوم ولمدة 120 يوما دون رعي، مع الاحتفاظ بها في حظائر فردية في حظيرة مفتوحة الجوانب . وجرى في الأثناء مراقبة قابلية هضم العناصر الغذائية مع أخذ عينات من الدم من كل الجمال بشكل منتظم، تحليل الفضلات بعد تجفيفها.

أظهرت النتائج أن أهم المكونات الغذائية لألواح الصبار كانت قريبة من تلك الموجودة في حبوب الشعير، لكن تحتوي على كميات أقل نسبيا من البروتينات مقارنة بحبوب الشعير. لكن الباحثون لاحظوا كذلك احتواء ألواح التين الشوكي على نسب أعلى من الأكسالات (إيونات يمكن أن تسبب الحصى في الكلى) مما يسبب تخمر الكرش وتغيير درجة الحموضة فيها.  تغيير درجة الحموضة في الكرش) مما يسبب الحماض في الحيوانات المجترة. ومع ذلك، لم يكن هناك اختلاف كبير في هضم العناصر الغذائية بين الصبار والسيطرة.

ولم تظهر على الإبل في كل من المجموعتين أعراض التسمم وكانت جميع مستقلبات الدم ضمن المعدل الطبيعي للإبل السليمة. كانت قابلية الهضم، وتناول المواد العضوية، ومستوى الجلوكوز في الدم متشابهة بين مجموعة السيطرة ومجموعة الصبار، مما يشير إلى أن تلك الإبل التي تغذت على نظام السيطرة ومجموعة الصبار تلقت كميات مماثلة من الطاقة.

وبحسب نتائج الدراسة فإن دمج التين الشوكي كمصدر للغذاء والنقود في المناطق القاحلة وشبه القاحلة من شأنه أن يزود الإبل بطاقة رخيصة لها قيمة مقاربة لقيمة مصادر الطاقة التقليدية مثل حبوب الشعير والذرة. ويمكن استخدام هذه الحبوب باهظة الثمن، التي يتم استبدالها بنباتات الصبار الشوكية، بدلاً من ذلك للاستهلاك البشري ، مما يؤدي إلى تحسين الأمن الغذائي العام في هذه المناطق.

واستنتج مؤلفو الدراسة أن استخدام ألواح التين الشوكي كمصدر للطاقة كبديل لحبوب الذرة والشعير في أعلاف الإبل العربية قد أدى إلى انخفاض كمية العلف المستهلكة لإنتاج كيلوغراما واحدا من الوزن الحي بنسبة 19%، مع غياب أي تأثير سلبي على الصحة على الإبل العربية التي تتغذى على الصبار بدلا من الحبوب.

المصادر

البريد الإلكتروني: gharbis@gmail.com


اقرأ أيضاً للكاتب

البحوث العربية حول أمراض القلب الخلقية

البحوث العربية في طب العيون من 2012 إلى 2022

دراسة ببليومترية: تميز سعودي ومصري في مجال البحوث حول الإبليات

الزوار الكرام: يسعدنا مشاركتكم وتواصلكم حول هذا المقال

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

license
0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
guest

شبكاتنا الاجتماعية

  • facebok
  • twitter
  • Instagram
  • Telegram
  • Youtube
  • Sound Cloud

يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

icons
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x