ملخص
أثار عثور قطة على أفعى ثنائية الرأس في ولاية فلوريدا فضول المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع خبراء من معهد أبحاث الأسماك والحياة البرية بولاية فلوريدا للتدخل، وتوفير مكان دائم له لدراسته والحفاظ على حياته.
مقدمة
ما هو الكائن الذي يحتوي على عقلين، وليس لديه أرجل ولديه أفضل صورة للملف الشخصي على "الفيس بوك"؟
حتى لا نحيرك في البحث عن الإجابة، فهذا المخلوق هو ثعبان نادر برأسين اكتشفته مؤخرا قطة منزلية في بالم هاربور بولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة الأمريكية.
كعادة القطط، قامت القطة "أوليف" بتقديم الثعبان الخارق للعائلة كهدية قبل حوالي شهر، وعندما أسقطت قطتهم الثعبان على أرضية غرفة المعيشة شعرت الأسرة بالحيرة لرؤية ثعبان صغير مرقط برأسين متصلين بنفس الجسد، كل واحد منهما قادر على تحريك عينيه وعنقه ولسانه بشكل مستقل!
الصورة 1: شعرت الأسرة بالحيرة لرؤية ثعبان صغير مرقط برأسين متصلين بنفس الجسد
كل واحد منهما قادر على تحريك عينيه وعنقه ولسانه بشكل مستقل!
رابط المصدر: جوناثان ميس – وسائل التواصل الاجتماعي
دوس
أطلقت العائلة على الأفعى اسم "دوس" – وتعني "اثنين" في اللغة الإسبانية. ووفقا لما ورد في منشور على "الفيسبوك"، قالت كاي روجرز، صاحبة القطة، عن الأفعى ذات الرأسين "مشكلتها الكبرى هي الأكل.. نحن نحاول أشياء كثيرة، لكنها تواجه صعوبة في اتخاذ القرار والتنسيق بين رأي كل من رأسيها".
الصورة 2: أطلق على الأفعى ثنائية الرأس اسم "دوس" – وتعني "اثنين" في اللغة الإسبانية.
رابط المصدر: جوناثان ميس – وسائل التواصل الاجتماعي
وأضافت "نحن نعمل بنشاط مع عالم أحياء من خبراء معهد أبحاث الأسماك والحياة البرية بولاية فلوريدا (Fish and Wildlife Research Institute) للحصول على مكان دائم."
يتم حاليا رعاية الثعبان ومراقبته من قبل موظفي المعهد، وكان الخبراء قد حددوا "دوس" على أنه ثعبان "متسابق أسود جنوبي"، وهو ثعبان صغير غير سام شائع في جنوب شرق الولايات المتحدة.
وأعلن المعهد على صفحته الرسمية على "الفيسبوك" أنه تم العثور مؤخرا على ثعبان متسابق أسود جنوبي نادر برأسين في منزل في بالم هاربور بواسطة كاي روجرز وعائلتها.
وقال المعهد أن "هذه الظاهرة، التي تسمى ثنائية الرأس، غير شائعة ولكنها تحدث أثناء نمو الجنين عندما يفشل توأمان أحادي الزيجوت في الانفصال، تاركين الرأسين ملتصقين بجسم واحد."
وأضاف المعهد في بيانه "من غير المرجح أن تعيش الثعابين ذات الرأسين في البرية لأن المخين يتخذان قرارات مختلفة تمنع القدرة على التغذية السليمة والهروب من الحيوانات المفترسة.
الصورة 3: أكد الخبراء أنه من غير المرجح أن تعيش الثعابين ذات الرأسين في البرية
لأن المخين يتخذان قرارات مختلفة تمنع القدرة على التغذية السليمة والهروب من الحيوانات المفترسة.
رابط المصدر: جوناثان ميس – وسائل التواصل الاجتماعي
المتسابق الأسود الجنوبي
المتسابق الأسود الجنوبي (The southern black racer) هو أحد الأنواع الفرعية الأكثر شيوعًا لأنواع ثعبان " كولوبر" (Coluber) العقيمة غير السامة، ولديه ذقن بيضاء، والحجم النموذجي لهذا الثعبان هو 51-142 سم، ويمكن أن تظهر بقع حمراء أو بنية على الصغار ولكن هذا يتلاشى بشكل عام مع تقدم الأفعى في العمر.
المتسابق الأسود الجنوبي هو أحد الأنواع الفرعية الأكثر شيوعا لثعابين "كولوبر" العقيمة غير السامة.
رابط المصدر: إف إل 295– ويكيبيديا
هذا الثعبان نشط للغاية خلال النهار، مما يزيد من فرصة مشاهدته، ويأكل أي حيوان تقريبا يمكنه التغلب عليه، بما في ذلك القوارض والضفادع والسحالي، ويتميز بسرعته الكبيرة، مما أدى إلى ظهور اسم "المتسابق".
لا يفضل أعضاء هذا النوع عموما المعيشة في الأسر، وعادة ما يضربون ويسقطون بعنف في كل مرة يتم التعامل معهم، وغالبا ما يتغوطون برائحة المسك الكريهة، وهو دفاع شائع ضد الحيوانات المفترسة في الثعابين.
ثنائي الرأس
تعدد الرؤوس هي حالة وجود أكثر من رأس واحد، وقد يُنظر إلى الكائن متعدد الرؤوس على أنه كائن به جزء زائد من الجسم، أو كائنين أو أكثر بجسم مشترك.
الحيوانات ثلاثية الرؤوس هي النوع الوحيد من الكائنات متعددة الرؤوس التي تُرى في العالم الحقيقي، وتتشكل بنفس العملية مثل التوائم الملتصقة من أجنة أحادية الزيجوت.
ثنائي الرأس أو ذو الرأسين (Bicephalous) هي صفة تستخدم لوصف كائن حي واحد برأسين، وعادة ما يحتوي ثنائي الرأس على دماغين، واحد لكل رأس، وفي كثير من الأحيان يكثر الجدال علي طبيعة هذا الكائن، فهل هو كائن برأسين أو كائنين لهما نفس الجسم؟
ثنائية الرأس هي شذوذ غير شائع يحدث أثناء التطور الجنيني، عندما يفشل التوائم المتطابق في الانفصال تماما، وتظهر الحالة في جميع أنواع الحيوانات، بما في ذلك الغزلان وخنازير البحر وحتى في حالات نادرة من البشر.
تعد هذه الحالات خلقية (موجودة عند الولادة) بسبب تطور غير طبيعي أو تلف في الجهاز العصبي، وعادة ما تتم مشاركة التحكم في الأطراف والأعضاء، مع وجود اتصالات تختلف وفقا لكل حالة.
وعلى الرغم من ندرة هذه الحالات وغرابتها، إلا أنها لا تكون في صالح الكائن الحي، وفي الطبيعة، رأسان ليسا دائما أفضل من رأس واحد، ولكن من المؤكد أن "دوس" لديه فرصة أفضل للبقاء تحت رعاية أخصائي الزواحف في معهد أبحاث الأسماك والحياة البرية مقارنة بوجوده في البرية.
المصادر
د. طارق قابيل
أكاديمي، كاتب، ومترجم، ومحرر علمي
عضو هيئة التدريس – كلية العلوم – جامعة القاهرة
متخصص في الوراثة الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية
تواصل مع الكاتب: tarekkapiel@hotmail.com | tarekkapiel@hotmail.com
يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل
أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة