مجلة أجسر – مجلة عربية محكمة في مجال العلوم – زورو موقعنا

فرق السيطرة على تفشي الأمراض المعدية

الكاتب

الكاتب : أ.د. عبدالرؤوف علي المناعمة

أستاذ الاحياء الدقيقة بالجامعة الإسلامية - غزة/فلسطين

الوقت

04:05 مساءً

تاريخ النشر

24, مارس 2020

الأوبئة شكلت هاجساً بشرياً على مر العصور وقد سجل التاريخ العديد من الأوبئة التي حصدت ملايين الأرواح من البشر ومن الكائنات الأخرى. ربما فقط في المائة سنة الأخيرة امتلك الانسان أدوات حقيقية لمكافحة والتقليل من أثر هذه الأوبئة. امتلك اللقاحات، المضادات الحيوية، الصحة العامة المتقدمة، مياه صحية وأغذية آمنة، معالجة وتصريف المياه الآسنة وغيرها من تقنيات طبية وصحية.

هذه الأدوات مكنت الإنسان من السيطرة على بعض الأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال والانتانات المتنوعة، بل استطاع البشر، بفضل الله، القضاء على مرض الجدري بشكل تام تقريباً. وبالرغم من ذلك تحدث الأوبئة بين الفينة والأخرى، وفي السنوات الأخيرة ظهرت سلالات من الفيروسات أحدثت ذعراً على المستوى العالمي كان أحدها فيروس كورونا الذي ينتشر حالياً في معظم دول العالم. لذا نجد أن الكثير من دول العالم تمتلك مراكز السيطرة والتحكم في الأمراض المعدية وتشكل فرق متخصصة لهذا الغرض. وفي هذا المقال سنتحدث عن العناصر الرئيسية التي تشكل قلب هذه الفرق.

يشتمل التحكم في الأوبئة/الفاشيات على فرق متعددة التخصصات من ذوي خبرة متخصصة في الاستقصاء والوقاية والسيطرة على الأمراض المعدية. ويعد التنسيق بين هذه الفرق أمرًا بالغ الأهمية لضمان التأهب والاستجابة للفاشية ويجب أن تكون الاستجابة فعالة ومتماسكة وشاملة، وفي العادة يكون العضو ذو الخبرة هو قائد الفريق المسؤول عن تنسيق الاستجابة.

الأطباء

يساعد الأطباء بما لديهم من معرفة طبية وخبرات عملية على تطوير ومراجعة المبادئ التوجيهية للعلاج، وتحديد الأولويات وخطط الفرز، وتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها. كما تعمل المناصرة التي يقدمها الأطباء على زيادة إمكانية الحصول على الأدوية الأساسية واللقاحات ومعدات الحماية الشخصية وغيرها من الإمدادات. وفي الغالب يقود الأطباء التدريبات التي تحسن من وتعزز استعداد العاملين الصحيين لتقديم خدمات صحية عالية الجودة.

علماء الأوبئة

يستخدم علماء الأوبئة البيانات لإنتاج وتحليل معلومات حول الأمراض المعدية من أجل فهم أفضل السبل للوقاية من الأوبئة والاستعداد لها والاستجابة لها. هم من يحدد متى تحدث الأوبئة، وعدد الأشخاص المصابين وأين ينتشر الوباء وربما يرسمون مسار الوباء في المستقبل حيث تُستخدم البيانات الوبائية لتطوير نماذج إحصائية تنبؤية لتقدير حالات الوباء الجارية والمستقبلية وإبلاغها، وسيناريوهات الوقاية والاستجابة المحتملة.

علماء الأحياء الدقيقة

يوفر علماء الأحياء الدقيقة التعرف على العامل المسبب للمرض وربما التتبع الجزيئي Molecular أو المصلي serological  للسلالات في الوباء. تعد قدرات مختبرات علوم الأحياء الدقيقة مكونًا أساسيًا في التأهب للنظام الصحي وحجر الزاوية في الكشف السريع عن الأوبئة ومراقبتها والاستجابة لها. من خلال العمل عن كثب مع علماء الأوبئة والمتخصصين والأطباء السريريين، يوفر علماء الأحياء الدقيقة معلومات مهمة لتطوير الاستجابات المناسبة، بما في ذلك تعريفات الحالة ومتطلبات الاختبار التشخيصي والبروتوكولات السريرية وتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها.

علماء الاجتماع

يبحث علماء الاجتماع في العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تمكن من انتشار المرض وتحد من فعالية الاستجابات الوقائية للوباء. ينخرط علماء الاجتماع بشكل متزايد في أنشطة التأهب والاستجابة وما بعد الوباء، ويستكشفون قضايا محددة خاصة بالسياق أساسية لتفشي المرض بما في ذلك: التعبئة الاجتماعية. تغيير سلوك التواصل مع المجتمع؛ علاج المرضى؛ ودعم الناجين.

أخصائيو الوقاية من العدوى ومكافحتها

يركز المتخصصون في مكافحة العدوى على الوقاية من الأمراض من خلال التدريب والتعليم والتدقيق والمراقبة وتقديم مشورة على جميع مستويات النظام الصحي للتحضير والاستجابة لحالات التفشي. يقوم أخصائيو مكافحة العدوى بإجراء تقييم شامل للمخاطر لتحديد الفجوات في البنية التحتية المادية وخطط أو ممارسات التعامل مع الحالات المرضية. ينصح المتخصصون في مكافحة العدوى بخصوص مواطن إدخال تحسينات رئيسية لوقف انتقال العدوى. لمعالجة ثغرات محددة، يديرون دورات تدريبية، ويطورون مواد ترويجية ويوفرون مراقبة وتقييم منتظمين لتفشي المرض.

أخصائيو المياه والصرف الصحي والنظافة

يركز اختصاصيو المياه والصرف الصحي والنظافة العامة على الوقاية من الأمراض المنقولة بالمياه والأمراض المعدية الأخرى ومكافحتها. إن ضمان الوصول إلى مياه نظيفة وآمنة كافية وتعزيز ممارسات النظافة الجيدة هي العناصر الرئيسية لممارسات المختصين في المياه والصرف الصحي والنظافة الفعالة. توفر تدخلات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة الإغاثة السريعة لتقليل تأثير وانتشار الوباء. إن متخصصي المياه والصرف الصحي والنظافة العامة مهمين لبناء الثقة مع المجتمعات المتضررة. وكثيراً ما يشاركون في تدريب العاملين الصحيين، وكذلك عامة الناس، للوصول الى ممارسات آمنة.

يمكن إضافة تخصصات أخرى إلى فرق مكافحة العدوى بحسب ما تقتضيه الضرورة وتتوفر لهذه الفرق الإمكانات التي من شأنها أن تيسر أعمالهم وتوضع مقدرات وبنى تحتية ومنشئات وأدوات الدولة من أجل الوصول إلى الغاية الأسمى وهي إيقاف أو إبطاء الوباء والتقليل من آثاره السلبية.

 

البريد الالكتروني للكاتب: elmanama_144@yahoo.com

الكلمات المفتاحية

الزوار الكرام: يسعدنا مشاركتكم وتواصلكم حول هذا المقال

الكلمات المفتاحية

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

license
0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
guest

شبكاتنا الاجتماعية

  • facebok
  • twitter
  • Instagram
  • Telegram
  • Youtube
  • Sound Cloud

يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

icons
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x