مناخ الأرض لم يكن مستقراً وثابتاً عبر التاريخ الجيولوجي والبشري للأرض، بل تعرض للتغير والتبدل الكلي (انقلاب في المناخ، بمعنى تحوله من رطب إلى جاف أو من حار إلى بارد والعكس) أو الجزئي (ميل المناخ نحو الجفاف إن كان رطباً، ونحو الرطوبة إن كان جافاً أو نحو الدفء إن كان بارداً، أو نحو البرودة إن كان دافئاً) ومثل هذا التغير يتم خلال فترة زمنية طويلة تزيد عن دورة مناخيـة (35 سنة … الخ) وقد تصل إلى مئات السنين حتى تظهر آثار ذلك التغير والتحول المناخي في الوسط الطبيعي والبيئة الجغرافية. وقد شهدت الأرض عبر تاريخها الطويل تغيرات مناخية كبيرة وتتابعت عليها العصور الجليدية والفترات الدفيئة، وقد كانت تلك التغيرات بطيئةً جداً وحدثت عبر آلاف والمئات من السنين.
أسباب التغيرات المناخية طبيعية، ولكن الأنشطة البشرية مثل التلويث والتدمير والاستهلاك العشوائي لموارد الأنظمة الطبيعية أسهمت بشكل كبير في تفاقم الأزمة العالمية في ارتفاع درجات حرارة الأرض والتغير المناخي الذي أدّى إلى العديد من الكوارث.
وكما في جميع أنحاء الأرض، فمن المتوقع أن تؤثر ظاهرة التغير المناخي العالمي سلباً على كافة نواحي الحياة في اليمن. وقد يكون القطاع الزراعي هو الأكثر تضرراً لتأثره المباشر بالظروف الطبيعية، فضلا عما يواجهه من العديد من التحديات التي تعيقه عن مسار التنمية. ومن ثم، فمن المتوقع أن يتحمل المزارعون الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن التغير المناخي. ولهذا فإن التكيف مع الظاهرة أمر حتمي لحماية مصادر رزق العاملين بالزراعة وللحفاظ على الأمن الغذائي المحلي. ومن أجل ضمان نجاح عملية التكيف، يجب أن يكون المزارعون في الريف على وعي بالظاهرة وأبعادها وتأثيراتها المختلفة.
ولبحث هذا الموضوع وتسليط الضوء عليه، نظمت ندوة علمية حول أثر التغير المناخي وانعكاساته على اليمن، خلال الفترة 4 – 6 من نوفمبر 2019، وذلك في رحاب جامعة عدن.
وقد كان للندوة عدة محاور منها:
- التغير المناخي وأثرة على الموارد الطبيعية.
وقد شمل هذا المحور الأوراق العلمية التالية:
- تأثير التغييرات المناخية على نمو وإنتاجية الذرة الشامية
- التغيرات المناخية وأثرها على المياه الجوفية في وادي حضرموت
- التغيراالثاني: التغيرات المناخية وأثرها على إنتاجية بعض المحاصيل الزراعية في الجمهورية اليمنية.
- تأثير التغيرات المناخية على المخزون المائي للمياه الجوفية بوادي حضرموت
- تأثيرات التغيرات المناخية على المجتمع من منظور الإدارة المتكاملة للموارد المائية في فيضانات حضرموت أكتوبر 2008.
- التغير المناخي وأثره في منهجيات تقييم التأثير البيئي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،
وقد شمل هذا المحور الأوراق العلمية التالية:
- التغيرات المناخية وأثرها على ساحل مديرية المكلا محافظة حضرموت باستخدام نظام المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.
- التغيرات المناخية الحرارية في اليمن للفترة 1984- 2018، من حيثُ اتجاهها و توزيعها وأثارها المحتملة.
- التغير المناخي وأثرة على مستوى سطح البحر،
وقد شمل هذا المحور الأوراق العلمية التالية:
- تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر والتغير المناخي على المنطقة الساحلية لمحافظة عدن.
- عدن مهددة لمخاطر ارتفاع سطح البحر.
- التغير المناخي وأثره على الصحة والسياحة،
وقد شمل هذا المحور الأوراق العلمية التالية:
- أثر التغير المناخي على السياحة في اليمن.
- التغير المناخي وأثره على الصحة والسياحة في اليمن.
- التغيرات المناخية وانعكاساتها على البيئة والإنسان في الإقليم الجنوبي والشرقي من اليمن.
لمحات من أوراق ندوة أثر التغير المناخي وانعكاساته على اليمن
لقد تناولت الأوراق عدداً من القضايا والمواضيع المتعلقة بتأثيرات التغير المناخي على الموارد الطبيعية مثل التنوع الحيوي والمحاصيل الزراعية والموارد المائية والتربة. حيث تناولت بعض الأوراق العلمية تأثيرات التغير المناخي على إنتاجية بعض المحاصيل الزراعية الاقتصادية في الجمهورية اليمنية مثل القمح والذرة الرفيعة و الذرة الشامية تحت ظروف الري الناقص وذلك من خلال النزول الميداني وجمع البيانات والمعلومات، وكذا باستخدام تكنولوجيا وتقنيات المعلومات ونظم الاستشعار عن بعد. كما تناول عدد من الأوراق تأثيرات التغير المناخي على المياه الجوفية العذبة في بعض الوديان اليمنية مثل وادي حضرموت حيث ناقشت إحدى الأوراق شح المياه والأسباب التي أدت إلى ذلك، إضافة إلى موضوع تأثيرات التغير المناخي من منظور الإدارة المتكاملة.
كما ركز عدد من الأوراق العلمية على دراسة تأثيرات التغيير المناخي على المناطق الساحلية وخاصة في عدن وحضرموت نظراً للظواهر والكوارث الطبيعية الناتجة عن تأثيرات التغير المناخي والتي شهدتها منطقة الجزيرة والخليج مؤخراً من خلال الأعاصير والمنخفضات الجوية وغيرها.
ومن ضمن الأوراق العلمية التي بحثت في سياق تأثيرات التغير المناخي على اليمن والأنظمة الطبيعية والموارد تناولت إحدى الأوراق التغيرات المناخية الحرارية في اليمن للفترة 1984- 2018 من حيثُ اتجاهها وتوزيعها وآثارها المحتملة، كما خُصِصَ في الندوة محوراً خاصاً لبحث جوانب تأثيرات التغير المناخي على المجتمع اليمني حيث قدمت بعض الأوراق دراسات حول تأثيرات التغير المناخي على المجتمع اليمني، وخاصة في مجال الصحة والسياحة.
- للإطلاع على ملخصات الندوة العلمية عبر ملف الـ PDF أعلى الصفحة
البريد الإلكتروني للكاتب: abualihakim@gmail.com
