كسوف للشمس يوم 26 ديسمبر 2019
الكاتب : د. عبد الهادي الجبيري
الكاتب : د. محمد حسام الخواجه
ماجستير جراحة عامة
09:31 صباحًا
08, مايو 2018
مقدمة
كل كلام جميل يتركب من حروف، و ما من طريق صعب إلا و تيسره خطوات، والبناء الشامخ حجارته متينة، وأساسه راسخ يحول دون سقوطه، وأعظم صرح تفخر به البشرية هو الحضارة المعرفية التي قدمت نفسها – في مطلع ثورتها الحديثة – على أنها مخلِّص العالم من البؤس والشقاء، وبرهنت على ذلك بما جلبته معها من اختراعات كثيرة يسَّرت حياة الناس، واكتشافات طبية حاربت الأوبئة و الأمراض، بالإضافة للقفزات الكبيرة بالاتصالات والمواصلات، كل ذلك رفع مكانة العلم لتصل عند بعضهم حد القداسة، فجعلوا العلماء قديسين، و مخابرهم معابد. فهل مازالت هذه النظرة حتى يومنا هذا؟
حال الواقع تقول أن أسلوب الحياة المادي قد تغلغل في كل شيء، حتى أنه استطاع الدخول إلى أروقة البحث العلمي، فلا تمول الدراسات و الأبحاث إلا إذا أتت من ورائها مصلحة ومنفعة، وأحياناً زُورت البيانات وما نتج عنها لزيادة كسب أو تحقيق شهرة، فظهر العلم المنحاز والحقائق المزورة التي اندست ضمن الانفجار الكبير الكمي والنوعي للنتائج البحثية المرافق للثورة المعرفية والمعلوماتية الراهنة، هذا الغش والانحراف عجز عن مواكبته و فضحه أحياناً كبار النقاد والمحققين، وبذلك يكون عصر السرعة والتخصصات الدقيقة قد أنشأ بيئة خصبة لذلك، نمّاها ضياع البوصلة الأخلاقية للعالم. فهل تطورت المبادئ والقيم لتواكب التقدم العلمي، أم تغيرت طريقة فهمنا لها والتزامنا بها مع الزمن؟
هو سؤال مطروق بكثرة عند الحديث عن أدبيات العلم وأخلاقياته، فليس ما نتناوله من موضوعات بجديد، وفي الوقت عينه لا نريد سرد معلومات مكررة صدعت بها رؤوسنا، بل فقط نحاول تسليط الضوء على أخطاء شائعة، ونعيد صياغة توجهات علمية حديثة، و ترتيبها بطريقة مختلفة جديدة، تساعد في توضيح الارتباط بين مبادئ البحث العلمي وأخلاقياته، ونأمل عرضها بشكل مبسط قادر على الوصول إلى شريحة واسعة من طلاب العلم، ورغم أن ما نطرحه قد يبدو للوهلة الأولى عبارة عن تناقضات وأمور غامضة تثير تساؤلات أكثر مما تقدم من أجوبة، فإننا لا نرى مشكلة في ذلك، ولا حاجة لنا أصلاً في كل الأجوبة، فبقاء الأسئلة ومحاولة حلها كانت دائماً الحافز الأساسي للسعي من أجل المعرفة، وتنشيط البحث العلمي.
البريد الإلكتروني للكاتب: hosan84@gmail.com
الكلمات المفتاحية