أعلنت الجمعية الفرنسية للرياضيات، يوم الاثنين 27 نوفمبر الماضي، عن فوز البروفيسور وعالم الرياضيات التونسي نادر المصمودي بجائزة "فيرما" Fermat للرياضيات لهذه السنة صحبة عالم الرياضيات الألماني سيمون أ. بريندل.
وقالت الجمعية في بيانها أنه تم تكريم نادر المصمودي الذي يعمل في معهد كورانت لعلوم الرياضيات بنيويورك في الولايات المتحدة، "لأعماله المتعددة والمتميزة بالعمق والإبداع في تحليل المعادلات غير الخطية التفاضلية الجزئية". وأيضا لـ “إسهاماته مؤخراً في التوصل إلى حل دقيق وشامل لمشاكل الاستقرار الهيدروديناميكية التي أُثيرت في نهاية القرن 19 من قبل الآباء المؤسسين لميكانيكا الموائع الحديثة". أما بالنسبة للألماني سيمون أ. بريندل، الباحث من جامعة كولومبيا، فتمت مكافأته على بحوثه العديدة والعميقة في التحليل الهندسي، والتي تستعمل المعادلات التفاضلية الجزئية.
ولد البروفيسور نادر المصمودي عام 1974، وأظهر نبوغاً في الرياضيات خلال دراسته الثانوية مكنه من المشاركة في الأولمبياد الدولي للرياضيات عام 1991، وحصل خلاله على الميدالية البرونزية قبل أن يحصل على الميدالية الذهبية للأولمبياد في العام الموالي، ليكون بذلك أول عربي وإفريقي يحصل على هذا التتويج. وحصل على البكالوريا (الثانوية العامة) في الرياضيات في تونس قبل أن يلتحق بمدرسة الترشيح العليا بباريس بعد أن فاز بالمرتبة الأولى في مناظرة الالتحاق بهذه المؤسسة الجامعية المرموقة في فرنسا وتخرج منها عام 1996. وحصل المصمودي على الدكتوراه في الرياضيات من جامعة باريس-دوفين عام 1999. وكان عنوان أطروحته "المسائل المقاربة في ميكانيكا السوائل" Asymptotic Problems in Fluid Mechanics.
والتحق المصمودي منذ العام 2008 بمعهد كوران للعلوم الرياضية في نيويورك حيث يعمل حالياً كأستاذ للتحليل الرياضي العملي والهندسة والأعداد المركبة. وحصل على كرسي التميز من مؤسسة باريس للعلوم الرياضية خلال الفترة من 2016 إلى 2018. ونادر المصمودي هو باحث غزير الإنتاج إذ يبلغ عدد ورقاته العلمية المنشورة ما يقارب 350 ورقة علمية منشورة في كبريات الدوريات العلمية المختصة في مجال الرياضيات، وحصل على جائزة أفضل ورقة علمية منشورة في دورية "كراسات هنري بوان كاريه"Annales Henri Poincaré عام 2011، ثم على منحة المؤسسة الوطنية للعلوم الأمريكية عام 2012.
في عام 2013 أثبت المصمودي في أبحاثه بدقة استقرار تدفق القص بعد كويت لمعادلات يولر ثنائية الأبعاد، أي في حالة غير الخطية. وقد ثبت بالفعل الاستقرار في التقريب الخطي من قبل اللورد كلفن في عام 1887 وبدقة أكثر من قبل ويليام مكفادن أور في عام 1907. ونادر المصمودي هو ثاني تونسي يفوز بهذه الجائزة، بعد عالم الرياضيات عباس البحري (1955-2016)، الذي تم تتويجه بالجائزة في أول دورة لها عام 1989 لبحثه عن إدخال أساليب جديدة في حساب الاختلافات.
وسينعقد حفل توزيع الجوائز في ربيع 2018 في مدينة تولوز الفرنسية، في وقت واحد مع تقديم جائزة فيرما جونيور 2017. وجائزة فيرما للبحوث في الرياضيات تأسست سنة 1989، وتحمل اسم عالم الرياضيات الفرنسي بييردي فيرما الذي عاش في القرن السابع عشر وينسب إليه تأسيس نظرية الأعداد الحديثة وحساب الاحتمالات بشكل مستقل عن باسكال، وكذلك اكتشاف الهندسة التحليلية. وتمنح الجائزة كل عامين من طرف معهد الرياضيات في مدينة تولوز الفرنسية. وقد فاز بها الكثير من علماء الرياضيات ذائعي الصيت على غرار الفرنسي سدريك فيلاني Cédric Villani الفائز بميدالية فيلدز في الرياضيات عام 2010.
صفحة الأستاذ نادر المصمودي على موقع جامعة نيويورك:
صفحة إعلان أسماء الفائزين على موقع جائزة فيرما:
المقال بصيغة PDF للقراءة والتحميل أعلى الصفحة.
البريد الإلكتروني للكاتب: gharbis@gmail.com