التوثيق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي في البحوث العلمية بين الدقة والموثوقية

المواقع الشبكية، المنتديات، القوائم البريدية، ووسائل التواصل الاجتماعي

شكلت الكتب والمصادر الأخرى سواء كانت أولية أو ثانوية إلى عهد قريب، المصدر الأساسي والرسمي الأكثر موثوقية وإعترافاً في الأوساط الأكاديمية فيما يتعلق بعملتي الإقتباس والإستشهاد بهما في البحوث والدراسات العلمية.  يُعد كل من الاستشهاد والإقتباس من العمليات الدائمة الإستخدام عند كتابة أي بحث علمي، فمن غير المنطقي أن يقوم باحث ما بإجراء دراسة دون الإستفادة من المعرفة السابقة. ولكل من الاقتباس والاستشهاد أهمية بالغة في تحقيق النزاهة العلمية والأكاديمية، كما يمثل اعترافاً بحقوق الكتّاب والباحثين الآخرين فيما توصلوا إليه من معارف ونظريات وأفكار، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال التوثيق الدقيق والأمين.

التوثيق ما هو إلا عملية إثبات لمصادر المعلومات والبيانات التي تم الرجوع إليها ونسبتها إلى أصحابها، وذلك من باب الأمانة العلمية، وفي نفس الوقت إعطاء كل ذى حق حقه، وذلك بإستخدام طرق التوثيق العديدة سواء كان ذلك في متن البحث أو قائمة المراجع والمصادر أو الهوامش. وفي الماضي كان الإقتباس والإستشهاد قاصراً على المصادر الورقية سواء كان ذلك بحوثاً علمية، أو مجلات، أو نشرات، أو مؤتمرات، أو كتب، إلى آخر تلك الأنواع من المصادر. غير أنه في الآونة الأخيرة وبسبب التطور التكنولوجي الكبير وُجدت مصادر أخرى للمعلومات متمثلةً في وسائل التواصل الإجتماعي التي فرضت نفسها وأصبحت من بين مصادر المعلومات المعترف بها من قبل الكتاب ودور النشر ومحرري المجلات العلمية. والإشكالية هنا تتمثل في حداثة تلك الطرق في التوثيق وكيفية استخدامها داخل البحث. ولذلك سوف يكون الجزء الآتي من هذه المقالة تبيان مزايا ومآخذ التوثيق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وشرح كيفية هذا النوع من التوثيق كما يأتي لاحقاً:

أولاً: مأخذ الاقتباس من مواقع التواصل الاجتماعي:

• عدم وجود قوانين وقواعد موحدة تبيح السماح بالاستشهاد والإقتباس والتوثيق من خلال تلك المصادر.
• إمكانية إختراق تلك المواقع من قبل أشخاص مجهولين مما يعرض تلك المواقع لعدم الموثوقية.
• يمكن لصاحب الحساب ولأسباب تتعلق به أن يقوم بتعديل أو حذف ما قام بنشره من قبل، ولذلك ينبغي التأكيد هنا على أهمية ذكر تاريخ المعاينة كما سنرى لاحقاً.

ثانياً: مزايا الاقتباس والاستشهاد من مواقع التواصل الاجتماعي:

من بين أهم مزايا الإقتباس والإستشهاد من مواقع التواصل الإجتماعي:

• سهولة الوصول: كثير من الكتاب والباحثين والمفكرين وصانعي القرار في شتى مناحي الحياة أصبحت لديهم صفحات وحسابات خاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي مما سهل الوصول إلى ومتابعة إنتاجهم العلمي، وبذلك توفير قدر كبير من الوقت والجهد.
• التحديث: حيث يمكن لمتابعي الكُتاب والمفكرين والباحثين عبر وسائل التواصل الاجتماعي معرفة آخر التطورات والتحديثات الخاصة بأعمالهم، ومثال ذلك الورقة البحثية التي بين أيدينا، فقد توصل الكاتب لتلك المعلومات من خلال مشاركة بعض الصفحات عبر الفيسبوك.
• سهولة التواصل: حيث يمكن من خلال تلك الوسائل التواصل بسهولة مع الكتاب والمفكرين والتفاعل معهم بشأن المادة المنشورة، ومن ثم إيضاح بعض النقاط التي قد يكون من الصعب إستيعابها لو كانت موجودة في مادة ورقية.
• سهولة التحقق من مصداقية المراجع: في الطرق القديمة كان من الصعب على القارئ أن يتحقق من مصداقية المراجع، خاصة إذا كانت مترجمة أو صادرة عن دور نشر خارج نطاق الدولة التي ينشر بها البحث.    

وبذلك ًيمكن القول أن الإنترنت يقدم خيارات عديدة للناس في جميع أنجاء العالم للحصول على ومشاركة المعلومات، بالإضافة إلى المشاركة في النقاشات المتعلقة بقضايا معينة. تتضمن تلك الخيارات المواقع الشبكية websites، والمدونات blogs، ومجموعات الأخبار newsgroups، والمنتديات online forums ومجموعات النقاش discussion forums ، وقوائم البريد الإلكتروني electronic mailing lists ، كما أن شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك facebook و تويتر twitter  تقدم ساحة أخرى للتواصل اجتماعياً ومهنياً.

وفي ظل الإنتشار السريع لوسائل التواصل الإجتماعي العديدة وتصدرها للبيانات المختلفة على كافة المستويات الرسمية والغير رسمية، سواء كانت تلك البيانات تتعلق بالقضايا السياسية، أو التعليمية، أو الثقافية، بل يمكن القول أنها شملت كل مناحي الحياة. ومن بين أكثر المواقع الاجتماعية استخداما في هذا الصدد يأتي الفيسبوك، واليوتيوب، والإنستجرام، والمدونات وغيرها من الأشكال الأخرى، كما توجد مؤسسات إخبارية كبيرة منها علي سبيل المثال لا الحصر CNN تقوم بنشر آخر الأخبار والأخبار العاجلة لملايين من الناس كل يوم على مدار الساعة من خلال موقعها  www.cnn.com  وحساب تويتر  www.twitter.com/CNN.

وقد اكتسبت تلك الوسائل والأشكال الجديدة إعترافاً بوجودها وفاعليتها كأدوات جديدة لنشر المواد العلمية المكتوبة والمسموعة والمرئية سواء كانت بحوث أو مقالات أو دراسات أو كتب أو ندوات أو مؤتمرات، حتى أصبحت تلعب دوراً لا يمكن تجاهله عند إجراء البحوث العلمية في كافة التخصصات. وقد أدى ذلك بالعديد من الجهات التي تتصدر طرق التوثيق مثل Harvard، و APA و MLA وغيرها من الطرق الأخرى العديدة إلى مسايرة ومواكبة هذا التطور الإلكتروني فيما يتعلق بوسائل التواصل الإجتماعي وكيفية الإقتباس والإستشهاد والتوثيق. وفي هذا الصدد إذا كنت تقوم بالإقتباس أو إعادة الصياغة لمعلومات معينة من وسائل التواصل الإجتماعي ولكن جمهور القراء لن يكون قادراً على معاينة محتوى الموقع ( مثلاً بسبب أمور تتعلق بسرية الأعضاء أو بسبب المعلومات المتبادلة بين الأشخاص في سياق الرسالة) يمكنك أن تستشهد بالمحتوى كنوع من التواصل الشخصي، حيث ينبغي إستخدام إستشهاد التواصل الشخصي عندما لا يوجد طريق مباشر وموثوق بالنسبة للقراء لمراجعة المصدر، وفيما يلي مثال لذلك:

• K. M. Ingraham (personal communication, October 5, 2013) stated that she found her career as an educational psychologist intellectually stimulating as well as emotionally fulfilling.
• G.I. Park (personal communication, March 24, 2014) stated that the current education system in Japan offers certain advantages.

بعض الخطوط العريضة عند الإستشهاد في متن البحث والتوثيق في قائمة المراجع من وسائل التواصل الإجتماعي

إذا كنت تقوم بالاستشهاد أو تقوم باقتباس معلومات معينة مسترجعة من وسائل التواصل الاجتماعي، ينبغي عليك في حالة الاستشهاد في متن البحث أن تذكر (المؤلف والتاريخ فقط)، أما في قائمة المراجع (المؤلف، التاريخ، العنوان، والمصدر URL)، وفيما يلي شرح لأهم الخطوط العريضة لكل عنصر من العناصر السابقة (المؤلف – التاريخ – العنوان – المصدر) عندما تقوم بالإستشهاد من وسائل التواصل الإجتماعي كما يأتي:

أولاً: المؤلف

• أولاً: قم أولاً بذكر اسم المؤلف الأخير أو اللقب متبوعاً بفصلة ثم الحروف الأولية من الاسم الأول والثاني بحيث يتبع كل حرف نقطة في اللغة الانجليزية. أما في العربية فعادة ما نبدأ باللقب، ثم الاسم الأول، ثم الاسم الأوسط كما يلي (زهران، حامد. عبد السلام) إذا كان اسم المؤلف على سبيل المثال حامد عبد السلام زهران. كذلك في حال وجود أكثر من مؤلف تكتب الأسماء كاملة.
• ثانياً: قم بتقديم معلومات عن هوية أو كيان تلك الوسيلة من وسائل التواصل الإجتماعي، ففي تويتر ينبغي تقديم اسم شاشة المؤلف بين قوسين معقوفين [  ]، غير أنه لا ينبغي تقديم اسم شاشة المؤلف بدون قوسين إذا كان معروفاً ومتداول بين القراء، أما في الفيسبوك وجوجل بلس ((Google + إذا كان المؤلف شخصاً واحداُ ينبغي تقديمه بين قوسين معقوفين. اسم المؤلف هنا يقدم بيانات عن من قام بمشاركة المحتوى وليس بالضرورة عن من ألف المحتوى أو أوجده.

ثانياً: التاريخ

ينبغي كتابة العام، الشهر، واليوم بالنسبة للمواد التى ترتبط بتاريخ معين مثل تاريخ التحديث الأخير إذا كان المحتوى يتم تحديثه بشكل منتظم، وصور التغريدات، والفيديوهات. إذا كان التاريخ غير معروف ينبغي الإشارة إلى ذلك بكتابة (n.d) بمعنى no date  في اللغة الإنجليزية ، يقابلها في اللغة العربية (ب.ت) بدون تاريخ. إذا كان التاريخ لا يمكن تذكره ولكن يمكن تقريبه بشكل منطقي، يمكن استخدام ca والتي ترمز لكلمة circa  أي حوالي ثم السنة التقريبية بين القوسين المعقوفين [  ].

بالنسبة للإستشهادات المتعددة لنفس المؤلف في نفس العام (بغض النظر عن الشهر واليوم)، قم بأبجدة المواد التي كتبتها وفقاً للعنوان ثم ضع حرف صغير بعد السنة (e.g., 2013a, 2013b; n.d.-a, n.d.-b; or [ca. 2013a], [ca. 2013b]. . تجاهل الأشكال التي لا تمثل حروفاً مثل علامة (@) أو علامة (#)  عند الترتيب الأبجدي.

ثالثاً: العنوان

أكتب إسم الصفحة أو اسم محتوى المشاركة (يمكن أن يصل هذا العنوان إلى 40 كلمة)

• لا تستخدم الخطوط المائلة للتحديثات الحالية، أو التغريدات أو الصفحات، أو الصور، ولكن استخدم الخطوط المائلة للعنوانين الفريدة مثل الفيديوهات أو البومات الصور.
• إذا كانت المادة المقتبسة لا تحتوي على عبارات (على سبيل المثال: صورة بدون تعليق)، يجب أن تقدم وصفاً لتلك المادة بين قوسين معقوفين.
• حدد شكل المحتوى (على سبيل المثال: فيسبوك، تغريدة، صورة، ملف فيديو) بعد العنوان ويجب أن يكون ذلك بين قوسين معقوفين.

رابعاً: المصدر

• يجب تقديم مصدر يمكن إسترجاع المحتوى من خلاله بشكل مباشر وموثوق به ( بحيث يمكنك بمجرد الضرب بالماوس على الرابط أن تصل للمادة المؤرشفة).
• اكتب تاريخ الاستشهاد بالمحتوى لأنه قد يتغير (لا تقدم تاريخ إستشهاد إذا كانت المشاركة لها تاريخ محدد بالفعل مرتبط بتلك المشاركة (مثل آخر تحديث، التغريدات ، الصور ، والفيديوهات).

دليل التوثيق من وسائل التواصل الإجتماعي وفقاً لجمعية علم النفس الأمريكية APA – جمعية اللغات الحديثة MLA

بريد الكاتب الالكتروني: f.ragab@edu.gov.qa