للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

أمراض على أجنحة الخفافيش

  • الكاتب : فراس جاسم جرجيس

    طالب دكتوراه / كلية الصيدلة - جامعة كوين – المملكة المتحدة

  • ما تقييمك؟

    • ( 4 / 5 )

  • الوقت

    01:06 م

  • تاريخ النشر

    10 فبراير 2015

الكلمات المفتاحية :

شكلت الأمراض التي انتشرت من الحيوانات والطيور إلى الإنسان أحد أكثر الانواع رعبا للبشرية. وقد عرفت هذه الأمراض منذ القدم، فقد نقلت الفئران مرض الطاعون في القرن الرابع عشر متسببةً في هلاك ملايين البشر في أوربا والصين. وخلال العقود الاخيرة، بدأت امراضا جديدة بالظهور مرتبطة بالحيوانات والطيور، من مرض ايبولا الذي مازال شبحه يخيم على العالم، ويتهم به القرود والخفافيش كناقل رئيسي، مرورا بانفلونزا الطيور، وانفلونزا الخنازير، والحمى القلاعية التي انتشرت في المواشي، ومرض المتلازمة التنفسية الحادة المعروفة اختصارا بـ "سارس" الذي عثر على الفيروس المسبب له في نوع من القطط في الصين، وليس انتهاءا بفيروس كورونا الشرق الاوسط الذي انتشر في منطقة الشرق الاوسط قبل أكثر من سنة، ووجهت اصابع الاتهام إلى الجمال والخفافيش.

لقد وجد العلماء حلقة رابطة بين هذه الأمراض وحيوان الخفاش، الذي قد يكون سببا مباشرا او غير مباشر لهذه الأمراض. كما يمكن للخفافيش ان تنقل امراضا اخرى مثل داء الكلب و امراض فيروسية اخرى تنتقل إلى الحيوانات الاخرى و لا تنتقل إلى الإنسان حتى وقتنا الحاضر. وقد تعرف العلماء مؤخرا على 16 نوعا آخر من الفيروسات التي تحملها الخفافيش، والتي يمكن ان تنتقل إلى الكائنات الاخرى.

الخفاش كمتهم أول

توجهت الانظار خلال السنوات الاخيرة إلى الخفاش الذي لم يحسب له حساب كبير لكونه لا يختلط بالإنسان كثيراً وغير مستأنس. وقد تم التعرف على وجود رابط بين انتشار الأمراض الفيروسية والخفاش بسبب انتشار الأمراض بين الحيوانات في مناطق شاسعة، مما دعى العلماء للتحقيق في ذلك. وقد تم التأكد من كون الخفاش مرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الأمراض الفيروسية. فالخفاش يمكن ان يصيب الإنسان مباشرة عن طريق العض كما يحصل مع العديد من الأمراض مثل داء الكلب، وقد يكفي لانتشار المرض ملامسة الحيوان او النافق منه فقط أو حتى بقاياه او اماكن معيشته كما هو الحال مع مرض ايبولا. ويمكن ان ينتشر المرض بشكل غير مباشر إلى الإنسان كما يحصل عند نقل المرض من الخفاش إلى حيوان اخر كالخنزير او القرد او الجمل او القطط او المواشي، ومنه ينتقل المرض إلى الإنسان.

لماذا وكيف

يمتلك الخفاش صفات عدة قد تكون السبب وراء قدرته على نشر الأمراض. منها انه الحيوان الثدي الوحيد القادر على الطيران، مما يعطيه القدرة على التنقل بسهولة ولمسافات واسعة ناشرا المرض في حال اصابته به، وخصوصا عن طريق بقاياه التي ينشرها خلال تنقله. او من خلال افتراسه من قبل الحيوانات الاخرى حيث يمكن لدمه من نقل الأمراض، وكذلك من خلال مشاركته الكائنات الاخرى في الغذاء كالفواكه وبالتالي نقل المرض من خلال اللعاب. كما يمكن للخفاش من عض البشر او الحيوانات مما يشكل خطرا في انتشار الأمراض في حال كان حاملا لها. بالإضافة إلى انه يعيش في مجموعات كبيرة ومتقاربة في اماكن مغلقة مثل الكهوف والاماكن المهجورة المظلمة والرطبة والتي تشكل بيئة خصبة لانتشار الكائنات الدقيقة. والذكور منه يمكن ان تتزاوج بأكثر من انثى، مما يجعل فرصة انتشار الأمراض أكبر. كما انه من ذوات الدم الحار، وبالتالي يكون بيئة مناسبة لانتشار الأمراض الفيروسية، القادرة على اصابة الإنسان والحيوانات الاخرى. كما انه يختلط مع العديد من الحيوانات بسبب طريقة تغذيته ومعيشته كالقرود والقوارض والخنازير والمواشي والطيور.

اضافة إلى ان تطور مناعة الخفاش مكنته من امتلاك قدرة على عدم الهلاك بالأمراض الفيروسية التي يحملها، مما يجعله وسيطا لنقل هذه الأمراض عن طريق المخالطة كما ذكر سابقا. كما يعتقد ان أحد اسباب قوة الفيروسات المنتقلة من الخفاش تعود بشكل رئيسي إلى ان درجة حرارة الخفاش ترتفع إلى أكثر من 40 درجة مئوية اثناء الطيران، مما يؤدي إلى قتل الكثير من الكائنات الدقيقة، مبقية على انواع قوية ممرضة من الفيروسات قادرة على تحمل درجة حرارة الحمى العالية عند الإنسان والمرافقة للإصابة بالفيروسات المرضية. وسيبقى الخفاش متهما بنقل العديد من الأمراض الفيروسية إلى حين الجزم من خلال الدلائل العلمية على ذلك او نفي التهمه عنه. لكن من جهة اخرى يرجع العديد من المتخصصين إلى ان سبب زيادة انتشار هذه الأمراض في الوقت الحاضر إلى انخفاض نسبة الغابات والاماكن الطبيعية التي يعيش بها هذا الحيوان، والتي كانت توفر له موطنا بعيدا عن حياة الإنسان. الا ان القطع الجائر للغابات والتلوث والامتداد البشري إلى بيئة الخفاش الطبيعية، ادى إلى اختلاط هذا المخلوق المباشر بالإنسان ناقلا اليه امراضا كانت ستبقى في جسد حاملها من دون انتقال لو انه بقي في بيئة كافية لمعيشته، ومن دون ان يزاحم الكائنات الاخرى على غذائها ومواطن معيشتها.

 

البريد الالكتروني للكاتب ferasjirjees@hotmail.com

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

2 التعليقات

  • مصطفى عدنان خضير01 أكتوبر, 202306:12 ص

    العراق

    خفاش طاير اصطدم بيدي وكع بنفس لحضه يعني بس لامس ايدي بيهة تأثير هاي لو لا

    رد على التعليق

    إرسال الغاء
  • Ebtihal12 مايو, 202011:01 ص

    ڤايروس كورونا

    يعني مثلا بما ان اللعاب هو العنصر الاساسي لتفشي الڤايروس لماذا عندما يصيبب احد بالفايروس لماذا لا تتزع لعابه لنقص الاصابه الخفاش عندما تزيد الحراره ينقل المرض اكثر لماذا لا نخفض حرارته لكي ينقص تفشي الفايروس ونوفر مكان بيئي له بصفته احد من هذا العالم. احتمال كلامي يكون الحل ابتهال عبيدة

    رد على التعليق

    إرسال الغاء

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */