للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

فلسطين قبل النكبة

  • د. موزة بنت محمد الربان

    رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي

  • ما تقييمك؟

    • ( 4.5 / 5 )

  • الوقت

    11:00 ص

  • تاريخ النشر

    12 نوفمبر 2023

الكلمات المفتاحية :

في تسعينيات القرن التاسع عشر، لأسباب مختلفة، من بينها احساسه بنبذ المجتمعات الأوروبية لليهود وصعوبة استيعابهم فيها، وصعوبة اندماج اليهود في تلك المجتمعات، وبعد أن أدرك أن محاولة استيعاب اليهود في ألمانيا وأوروبا عموما غير مجدية. تكونت لدى الصحفي اليهودي تيودور هرتزل، المولود في المجر عام 1860(فكرة) لتأسيس دولة خاصة باليهود في فلسطين، التي لم يزرها في حياته. في ذلك الوقت كان اليهود في أوروبا مواطنين (درجة ثانية) كل في بلده، ليس لهم دولة خاصة بهم لها لغة تجمعهم، حتى تيودور نفسه لم يكن يتكلم العبرية ككثيرين غيره من اليهود.

منظمة المجتمع العلمي العربي
 
 

أدرك أن تحقيق حلمه هذا الذي يبدو مستحيلا وغير واقعي يتطلب عمل مؤسسياً وتخطيطا. فدعا إلى المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897. لم يتجاوز عدد الحضور 200 شخص، عرض أفكاره وكتابه "الدولة اليهودية"، وتم وضع مقترحات خطة تنفيذية، من بينها فكرة تأسيس جامعة في القدس تدرّس باللغة العبرية. وقد كانت من بين المقترحات التي طلبوها من السلطان عبد الحميد، فرفضها

كان ذلك قبل الحرب العالمية الأولى والثانية، وقبل هتلر ومعسكرات المحرقة، وقبل وجود كيان يهودي على أرض فلسطين. ولم يكن عدد اليهود في فلسطين كبيراً، فضلا عن المتحدثين بالعبرية.

هل تتخيل عمق فكرة تأسيس جامعة تدرّس باللغة العبرية؟

استمرت المؤتمرات الصهيونية والعمل المؤسسي (الاتحاد الصهيوني العالمي) بجديّة، وبعد 16 عاما من بداية مناقشة الفكرة، اتخذ المؤتمر الصهيوني الحادي عشر عام 1913 قرار إقامة جامعة عبرية، وفي 1918 بعد أن أصبحت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني، أقيم حفل وضع حجر الأساس للجامعة. من المهم أن نشير إلى أن أحجار الأساس الاثنا عشر للجـامعة العبرية في القـدس قد أُرسيت في 1918/07/14 ورحى الحرب العالمية الأولى لم تزل دائرة، وكل حجر منها يمثل سبطاً من أسباط بني إسرائيل. لم يدرك تيودور هرتزل تأسيس الجامعة ولا تأسيس الدولة، فقد مات في عام 1904، وكان يدرك أنه والمؤسسين قد لا يدركون تأسيس الدولة، ولكن ..

بعدها بسبعة أعوام في 1925 تم افتتاح الجامعة العبرية، وكانت تدرس فيها الدراسات اليهودية والعلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية والزراعية والطب وطب الأسنان والحقوق والعمل الاجتماعي، كلها باللغة العبرية. وفي نفس العام 1925 أُسس معهد إسرائيل التكنولوجي في حيفا (معهد التيخون)، وفي عام 1934 أُسس معهد وايزمن في رحبوت، وكلاهما يدرّس العلوم الطبيعية والهندسة. وأيضاً، باللغة العبرية.

نلاحظ أن الجامعة العبرية والمعاهد العلمية والتكنولوجية والتي تدرس باللغة العبرية تم افتتاحها قبل تأسيس دولة الصهاينة على أرض فلسطين عام 1948، أي قبل 23 عاماً، وكان تأسيسها قبل 30 عاما. لقد كانوا في طور الإعداد، وهذه الجامعات من الإعداد.

فهل يدرك القائمون على مدارسنا وجامعاتنا أهمية التدريس باللغة العربية، وتبني الثقافة والموروث الحضاري العربي والإسلامي؟

وهل يدرك الحالمون منا بأن أي فكرة مهما كانت نبيلة، تتطلب عملاً مؤسسياً وتخطيطاً، وصبر وتفانٍ وتطوع من أجل تحقيق الحلم العام والمصلحة العليا.

 

تواصل مع الكاتب: mmr@arsco.org​

 


1- فلسطين قبل النكبة (أنت هنا)

2- نظرة على الجانب الفلسطيني

3- مقاومة التغير التكنولوجي

4- القدرات الصناعية


يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

       

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

4 التعليقات

  • وداد العزاوي16 نوفمبر, 202302:40 ص

    فلسطين قبل النكبة

    الدكتورة موزة بنت محمد الربان رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي تحية طيبة شكرا عاليا كما هو أنت دوما في دعم لغتنا العربية ومدى أهمية توصيل هذه الرسالة إلى القائمين على المؤسسات التربوية، في مدارسنا وجامعاتنا بأهمية التدريس باللغة العربية، لتبني الموروث الحضاري العربي والإسلامي . كما انه بأهمية عالية جدا كان سؤالك هذا : هل تتخيل عمق فكرة تأسيس جامعة تدرّس باللغة العبرية؟ نعم الدكتورة موزة بنت محمد بن الربان اللغة عماد بناء أي شعب وقوة هذا البناء هو بتأسيس مؤسسات تربوية بلغة أهلها لإجبار الدارسين بتعلم لغتهم بل إتقانها لأهميتها، في ثبات الشعوب.وبهذا كان تأسيسهم هو بناء اللغة مع تأسيس الدولة ما نتمناه أن تتكاتف كل الدول العربية بمجموعها، باتخاذ هكذا قرار والذي يراد له وقفة موحدة، كما هو ذكرك في مقالك، أنه يتطلب عملاً مؤسسياً وتخطيطاً مع صبر لتحقيق الحلم العام والمصلحة العليا للأمة . كل الشكر والإمتنان لما تقدمه مجلتكم العلمية الراقية وما تتناولينه من مواضيع هامة، عهدنا بك دوما فأنتم فخرا طيب تحياتي د. وداد العزاوي

    رد على التعليق

    إرسال الغاء
  • فرج خضر12 نوفمبر, 202306:18 م

    لتغزو العالم ما عليك سوى غزو ثقافته

    مع ان الموضوع هو موضوع نشأة إسرائيل الا أن ختام مقالك بالتحذير من إهمال اللغة وعدم اعطائنا الأولوية لها مما ينذر بعواقب وخيمة ترتد على مجتمعنا العربي وإنها ليست المرة الأولى التي تطالبين المسؤولين بأولوية اللغة العربية على باقي اللغات وضرورة تعاملنا معها على اساس انها لغة العلم والطب والمنطق والادب وأهم ما يميزها أنها لغة القرآن الكريم وأنا من وجهة نظري أرى أننا نحن بحاجة لهذه اللغة وليست هي بحاجتنا ومهما تعمقنا في درسها وفهمها نجد أنفسنا بحاجة إلى فهم ما فهمناه من فهمنا لها فهي السهل الممتنع وهي اللغة المفعمة بالحياة والتي نشأت في مجتمع صحراوي قاحل فهي تتكيف مع مناخ متحدثها فنجد عدة لكنات ولكن أصلها واحد ثابت راسخ

    رد على التعليق

    إرسال الغاء
  • SABAH ALNAIMI12 نوفمبر, 202306:10 م

    الحقيقة المجردة عن الصهاينة حثالة الامم

    نشكركم على جهودكم على توثيق الحقائق المؤرخة عن هؤلاء الصهاينة الكفرة والمجرمة المحاربين لكل الأديان السماوية

    رد على التعليق

    إرسال الغاء
  • Mustafa Al-Habbash12 نوفمبر, 202303:46 م

    من اجمل ما قرأت

    مميز ورائع كما تعودنا منكم دائماً ،،، جميل وموضوع مختلف وزاوية منفردة في طرح القضية ...

    رد على التعليق

    إرسال الغاء

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */