من المعروف علميا أن هناك نباتات تنمو في أماكن وجود خامات معدنية معينة ويستخدمها الباحثون عن المعادن وشركات التعدين في البحث عن المعادن، حيث يعد وجود هذه النباتات كإشارة لوجود معدن فهناك نباتات تتواجد في وسط أفريقيا وتدل على وجود النحاس " Haumaniastrum katangense "، حيث أصبحت لدى هذه النباتات القدرة على تحمل النسب العالية من هذه العناصر الموجودة بكثرة في التربة في هذه المناطق، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف نبات ينمو فوق مناجم الكمبرليت، حيث يعد نبات Pandanus candelabrum هو أحدث النباتات المكتشفة في هذه النوعية من النباتات، وسنبدأ حديثنا عنه في هذا المقال ونستعرض النباتات الأخرى في المقالات التالية إن شاء الله.
نبات ينمو فقط في وجود الالماس
يعتبر نبات "Pandanus candelabrum" أحدث نباتات الأدلة التي تنمو في بيئات معينة عند وجود خامات معينة في التربة. وهو نبات مستديم الخضرة يشبه النخيل ولا ينمو إلا في التربة التي توجد بها صخور الكيمبرليت وهي صخور بركانية حاملة للماس لذا فإن هذا النبات سيعتبر أفضل صديق للباحثين عن الحجر الكريم في غربي أفريقيا. وينمو النبات المعروف باسم "باندانوس كانديلابروم" في التربة الغنية بالكيمبرليت، وهو صخر بركاني وثيق الصلة بالألماس، وتعبا للتقارير المتوالية عن هذا النبات فيبدوا أنه يتحمل التركيزات العالية من المغنسيوم والبوتاسيوم والفوسفور الموجودة في هذه التربة الغنية بصخور الكيمبرليت، مما يعد أحد التفسيرات المهمة لعدم نموه في أماكن أخرى لا تتواجد بها صخور الكمبرليت.
الأهمية الاقتصادية لهذا الاكتشاف
هناك أهمية كبيرة لهذا الاكتشاف خاصة في دول غرب أفريقيا حيث سيوفر هذا النبات من تكاليف البحث وجمع العينات لاستخراج الماس، حيث سيقلل من تكاليف الحفر في أماكن كثيرة، علاوة على اهمية بيئية لهذا الاكتشاف حيث سيحافظ على مساحات شاسعة من الغابات كان يتم إزالتها للحفر والبحث عن الماس، كما أن هذا النبات يبعث أملاً جديداً في النهوض باقتصاديات دول المنطقة التي أرهقت الفترات الماضية نتيجة تفشى الأمراض المختلفة والحروب التي دارت في هذه المناطق.
الوصف النباتي
هو أحد نباتات عائلة "Pandanaceae" وهو نبات مستديم الخضرة يشبه النخيل لحد كبير إلا أن أوراقه أقل حجما وتكاد تقارب أوراق قصب السكر في الحجم ولكنها حادة، وقد يصل ارتفاعه إلى 7 أمتار تقريبا، وأوراقه تشبه إلى حد كبير أوراق النخيل وإن كانت أصغر حجما ،وأقرب إلى أوراق القصب ولكنها صلبة وحادة عنها، كما تتميز هذه النباتات بأن لها جذوراً هوائية، عادة تنمو على حواف الأنهار وفي الأماكن الرطبة الدافئة.
التكاثر
تتكاثر هذه النباتات عادة بالبذور، ويفضل أن يتم نقع البذور في الماء لمدة 24 ساعة قبل الزراعة لزيادة نسبة الإنبات.
الموطن الأصلي
تعد ليبيريا ومنطقة غرب أفريقيا هي الموطن الأصلي لهذا النبات، حيث ينمو في الغابات الرطبة الدافئة في قلب القارة الافريقية، كما تنتشر أنواع من نفس العائلة النباتية في المنطقة من الكاميرون حتى السنغال، وهناك أنواع شبيهة تتواجد في غابات البرازيل أيضا.
أهم استخدامات هذه النباتات
بالطبع بعد هذا الاكتشاف المثير لقدرة هذا النبات على تحديد موقع وجود الصخور الحاملة للماس فسيكون هو الاستخدام الرئيسي، ولكن هناك استخدامات أخرى منذ زمن طويل لهذا النبات من جانب السكان المحليين حيث يتم استخدام الأوراق في صناعة السلال والأدوات البسيطة، وتستخدم الأوراق الجافة لتغطية المنازل بها بعد جفافها، كما تستخدم الثمار كغذاء في مناطق انتشارها، لذا فيقوم السكان بزراعته في الأماكن الرطبة حول قراهم كأحد المصادر الغذائية.
البريد الإلكتروني للكاتب: wabobatta@yahoo.com